الثلاثاء 30 دجنبر 2025

الثلاثاء 30 دجنبر 2025

الدارالبيضاء.. الخطوط الملكية المغربية “شريك دولي رسمي” للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم

الدارالبيضاء.. الخطوط الملكية المغربية "شريك دولي رسمي" للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم

أبرمت الخطوط الملكية المغربية والكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم ، اليوم السبت، اتفاقية شراكة استراتيجية تمنح لشركة النقل الجوي الوطنية صفة “شريك” دولي رسمي ” للكاف.

 وبموجب هذه الاتفاقية، تصبح الخطوط الملكية المغربية شريكا رسميا لكأس الأمم الأفريقية (المغرب 2025 ) ، وكأس أمم أفريقيا لكرة القدم للسيدات المغرب 2024 (5-26 يوليوز 2025)، بالإضافة إلى منافسات رياضية أخرى.

كما تعمل الخطوط الملكية المغربية على تعزيز التزامها بدعم الرياضة الإفريقية بتيسير تنقل اللاعبين، والفرق والمشجعين عبر القارة والعالم أجمع. ولتلبية الطلب المتزايد خلال التظاهرات الإفريقية، ستعبئ الخطوط الملكية المغربية منظومة تشغيلية وتجارية جديدة من المستوى الرفيع.

ولهذه الغاية، أعلنت الشركة الوطنية رفع عدد رحلاتها ، من حيث القدرة الاستيعابية واقتراح العرض الملائم لحاجيات المشجعين. وسيتأتى تحقيق هذا الهدف بفضل مضاعفة الخطوط الملكية المغربية لأسطولها خلال كبريات المنافسات الرياضية، وبالتالي توفير عرض أوفر للرحلات والوجهات.

وقد أعدت الخطوط الملكية المغربية برنامجا للرحلات الجوية يأخذ بعين الاعتبار الفئات المستهدفة تلبية لانتظارات المشجعين مواطني مختلف البلدان الإفريقية المشاركة، حيث بادرت إلى تيسير السفر لكل مشجعي الجاليات الإفريقية عبر العالم نحو المغرب.

وفي تصريح للصحافة، وصف باتريس موتسيبي، رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم “كاف”، الشراكة مع الخطوط الملكية المغربية بأنها “لحظة تاريخية” لكرة القدم الأفريقية وللاتحادات الـ54 الأعضاء في الهيئة القارية، مشيدا بالريادة الاستثنائية للشركة المغربية.

وأضاف أن هذه الشراكة الاستراتيجية ستسهم في تسهيل تنقل مئات الآلاف من المشجعين الأفارقة إلى المملكة لحضور كأس الأمم الأفريقية 2025 ، مشيرا إلى أن عدد المشجعين الذين سيحضرون هذه المحطة الرياضية سيزيد عن 500 ألف زائر.

وأشاد موتسيبي ب”التقدم الملحوظ” الذي أحرزه المغرب في مجال البنيات التحتية الرياضية، مشيرا إلى أن المغرب يتوفر على ملاعب ومنشآت ومرافق رياضية من الطراز العالمي، مما يجعل من هذه التظاهرة الرياضية “نسخة استثنائية” من كأس الأمم الأفريقية المقررة في دجنبر المقبل.

وبعد إشارته إلى تنظيم كأس الأمم الأفريقية للسيدات بالمغرب، أكد موتسيبي أن هذه التظاهرات الرياضية الكبرى تندرج في إطار استراتيجية كبيرة تهدف إلى “تطوير كرة القدم الأفريقية وجعل القارة في مصاف الدول الكبرى في كرة القدم “.

من جانبه، أكد الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الملكية المغربية، حميد عدو، أن هذه الاتفاقية تندرج في إطار “الجذور الإفريقية الراسخة” للشركة، انسجاما مع الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الرامية إلى تعزيز التعاون جنوب-جنوب والنهوض بالاندماج الإفريقي.

وقال إن “هذه الشراكة تمثل استمرارا للعمل الذي تقوم به الخطوط الملكية المغربية لتعزيز العلاقات مع البلدان الإفريقية ومواكبة الدينامية الرياضية والثقافية الكبرى في إفريقيا”، مشيدا بالتآزر الذي مكن من إنجاز هذه الاتفاقية، خاصة بفضل التعاون الوثيق مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والكونفدرالية الافريقية لكرة القدم.

كما أعلن السيد عدو عن تعزيز هام للشبكة الجوية الإفريقية للشركة، من خلال مضاعفة زيارة العديد من عواصم القارة، بهدف تسهيل تنقل المشجعين نحو الملاعب المغربية خلال هذه المنافسة، مضيفا أن هذا الاجراء سيستهدف أيضا الجاليات الإفريقية المقيمة في أوروبا وأمريكا الشمالية والشرق الأوسط وآسيا، من خلال الخطوط الدولية الرئيسية لشركة الخطوط الملكية المغربية.

وأضاف “سنعمل على توفير عروض خاصة موجهة للمشجعين، للسماح لهم بحضور المباريات في أفضل الظروف الممكنة”، مشيرا إلى أن هذا الالتزام يمثل “بداية مرحلة جديدة في تأثير كرة القدم الأفريقية”.

وجرى حفل توقيع هذه الاتفاقية بحضور،على الخصوص، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، عضو اللجنة التنفيذية للكونفدرالية الافريقية لكرة القدم وممثل الهيئة الأفريقية بمجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).

ومع: 19 أبريل 2025

مقالات ذات صلة

جرى، أمس الأحد ببرشلونة، تقديم المشروع الرياضي والثقافي “Leoncillos”، المخصص لاكتشاف والترويج للمواهب الكروية الشابة المنحدرة من الجالية المغربية المقيمة بكاتالونيا، وذلك خلال حفل حضرته شخصيات بارزة من عوالم الرياضة والدبلوماسية والإعلام.

ويهدف هذا المشروع، الذي أطلق بشراكة مع القنصلية العامة للمملكة ببرشلونة، إلى رصد ومواكبة لاعبي كرة القدم الشباب من أصول مغربية الناشطين بجهة كاتالونيا، المعروفة بكونها أحد أبرز خزانات كرة القدم على الصعيد الأوروبي.

وفي كلمة بالمناسبة، أبرزت القنصل العام للمملكة ببرشلونة، نزهة الطهار، البعد الاستراتيجي لهذا المشروع، الذي يندرج في صلب الدينامية الوطنية الرامية إلى تثمين كفاءات الجالية المغربية بالخارج، ولاسيما في المجال الرياضي.

وأشارت، في هذا السياق، إلى النجاحات والإشعاع الكروي الذي يحققه عدد من المواهب الشابة من أصول مغربية داخل الأندية الكاتالونية، بما يعكس الإمكانات الكبيرة التي تزخر بها الجالية المغربية بشمال شرق إسبانيا.

كما شددت السيدة الطهار على أهمية توفير إطار منظم لهؤلاء الشباب، يضمن تطورهم الشخصي، واندماجهم الاجتماعي، ومساهمتهم في إشعاع الرياضة الوطنية، انسجاما مع الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في مجال النهوض بالرياضة، خاصة كرة القدم النسوية وتكوين الشباب.

وأكدت، في هذا الصدد، التزام القنصلية العامة للمملكة ببرشلونة بمواكبة ودعم مختلف مراحل تنزيل هذا المشروع.

من جهته، أوضح صاحب مشروع “Leoncillos”، المدير الرياضي الوطني المقيم بكاتالونيا، شرف الدين دينار بلعباس، أن المشروع يروم إرساء إطار للانتقاء الأولي للاعبي كرة القدم المغاربة الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و18 سنة والناشطين بأندية الجهة، مع تعزيز تأطيرهم التقني، بهدف بناء قاعدة صلبة من اللاعبين المستقبليين من النخبة.

وأضاف أن البرنامج، إلى جانب بعده الرياضي، يسعى إلى تثمين البعد الهوياتي، من خلال تعزيز الشعور بالانتماء إلى ثقافة ثلاثية: مغربية وكتالونية وإسبانية.

وبحسب السيد بلعباس، يهدف “Leoncillos” إلى جعل كرة القدم رافعة للإدماج والتماسك الاجتماعي والحوار بين الثقافات، عبر ترسيخ قيم القيادة وروح الفريق والاعتراف بالتنوع باعتبارها ركائز أساسية للاندماج.

من جانبه، وصف الدولي المغربي السابق والحائز على الكرة الذهبية الإفريقية، محمد التيمومي، مشروع “Leoncillos” بالمبادرة النموذجية، القادرة على إغناء كرة القدم الوطنية من خلال استقطاب مواهب جديدة من صفوف الجالية.

كما نوه بهذه المبادرة التي تعزز الروابط بين المغرب وأبنائه المقيمين بالخارج، مذكرا بأن النجاح الرياضي يقوم على الانضباط والمثابرة والتشبث بالقيم الثقافية والرياضية للوطن الأم.

 

أكدت صحيفة “إلموندو” الإسبانية أن المغرب يؤكد مكانته اليوم كقوة كروية لا غنى عنها في أفق مونديال 2030، مدعوما باستراتيجية تحديث عميقة ومتعددة الأبعاد.

وكتبت الصحيفة الإسبانية واسعة الانتشار، اليوم الأربعاء، أن كرة القدم المغربية، مدعومة ببنيات تحتية بمعايير دولية وسياسة تكوين صارمة، تجني اليوم ثمار رؤية طويلة الأمد.

وسجلت اليومية أن هذه الدينامية تتجسد من خلال إنجازات كبرى، من قبيل المسار التاريخي في كأس العالم 2022 بقطر، أو التتويج العالمي للمنتخب الوطني لأقل من 20 سنة.

وبالنسبة لـ “إلموندو”، فإن تحول المشهد الكروي الوطني ليس وليد الصدفة؛ فمنذ قرابة عقدين من الزمن، تنهج المملكة سياسة إرادية للاحتراف في كرة القدم، ت رجمت، حسب الصحيفة، في قدرة متميزة على تعبئة المواهب المنحدرة من الجالية المغربية.

وأوضحت أن العديد من اللاعبين مزدوجي الجنسية الذين يمارسون في أكبر الدوريات الأوروبية، اختاروا الدفاع عن الألوان الوطنية تحت قيادة الناخب الوطني وليد الركراكي، وذلك استجابة لمشروع رياضي مهيكل وخطاب هوياتي جامع.

وأضافت أن هذا المزيج من المواهب، الذي يجمع بين لاعبين تلقوا تكوينهم في المغرب وآخرين متخرجين من مراكز التكوين الإسبانية والفرنسية والهولندية والبلجيكية، مكن أسود الأطلس من فرض أنفسهم على أعلى المستويات الدولية، في مختلف الفئات العمرية.

وبالموازاة مع هذا الانفتاح الدولي، باشر المغرب استثمارات ضخمة في التكوين المحلي، حيث تشكل أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي د شنت سنة 2009، الركيزة الأساسية لهذه الاستراتيجية، تتابع وسيلة الإعلام الإسبانية، مشيرة إلى أنها ت عد مشتلا حقيقيا للمواهب، وتتوفر على منشآت متطورة تستفيد منها جميع المنتخبات الوطنية.

من جهة أخرى، ذكرت الصحيفة بأن المملكة استثمرت أكثر من 1,8 مليار يورو في تحديث بنياتها التحتية الرياضية، في أفق التنظيم المشترك لكأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال.

وأشارت “إلموندو” إلى أن المنتخب الوطني، الذي تأهل لكأس العالم 2026 ، بعد مسار مثالي، أظهر صلابة دفاعية لافتة، حيث لم تستقبل شباكه سوى هدف واحد خلال التصفيات، معتبرة أن النخبة الوطنية تعد من أبرز المرشحين للتتويج بلقب كأس أمم إفريقيا 2025.

قام سفير فرنسا بالمغرب، السيد كريستوف لوكورتيي، والمدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء، السيد فؤاد عارف، بزيارة إلى غرفة التحرير المشتركة التي أحدثتها وكالة المغرب العربي للأنباء ووكالة الأنباء الفرنسية من أجل تغطية كأس أمم إفريقيا-المغرب 2025، التي تحتضنها المملكة إلى غاية 18 يناير المقبل.

وبهذه المناسبة، تابع الدبلوماسي الفرنسي والمدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء شروحات حول كيفية اشتغال غرفة التحرير المشتركة، التي تم إحداثها بوكالة المغرب العربي للأنباء، وتبادلا الحديث مع مسؤوليها حول مختلف جوانب التغطية الإعلامية لهذه المنافسة القارية.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، نوه السيد لوكورتيي بإحداث غرفة التحرير المكلفة بتغطية هذا الحدث الرياضي المكثف وبالغ الأهمية، والذي “تتجه إليه الأنظار من إفريقيا وخارجها، وكل المهتمين بالرياضة خلال الأسابيع المقبلة”.

وأضاف “أنا سعيد للغاية برؤية فريق مؤلف من صحافيين فرنسيين قدموا للعمل هنا إلى جانب زملائهم المغاربة، من أجل إبراز هذا الحدث الكبير بأحدث طريقة ممكنة”.

ووفقا للسفير الفرنسي، فإن هذا المشروع يعد امتدادا لتعاون طويل الأمد بين وكالتي الأنباء اللتين تعملان على تغطية مجالات متنوعة.

من جانبه، أبرز السيد عارف، في تصريح مماثل، أن غرفة التحرير المشتركة التي تضم صحافيين مغاربة وفرنسيين، إضافة إلى مكونين، تشكل المرحلة الثانية من برنامج تكويني انطلق قبل أكثر من شهر، بمشاركة فرق من القسم الرياضي، إلى جانب مصورين وصناع المحتوى الخاص بوسائل التواصل الاجتماعي التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، في دورة تكوينية بباريس.

واعتبر السيد عارف أن “الأمر يتعلق بأحد أوجه التعاون الثنائي الذي من المنتظر أن يتطور ويتسع نطاقه ليشمل قريبا جوانب أخرى في مجال صحافة الوكالة”.

وخلص المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء إلى القول: “نحن جميعا متفائلون بالنتائج وبالاهتمام الذي يوليه الجانبان لهذا التعاون”.

تجدر الإشارة إلى أن وكالة المغرب العربي للأنباء ووكالة الأنباء الفرنسية وقعتا، في أكتوبر الماضي بباريس، اتفاقا للتعاون لإرساء شراكة في مجال الصحافة الرياضية.

ويهدف هذا الاتفاق، الذي وقعه المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء، السيد فؤاد عارف، والرئيس المدير العام لوكالة الأنباء الفرنسية، السيد فابريس فريس، إلى تعزيز تبادل التجارب والابتكار التحريري والتقني، وإنجاز مشاريع مشتركة.

 

أعلنت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، عن تنظيم برنامج “PRIS-AFCON” المواكب لفعاليات احتضان المملكة لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2025، لفائدة نزيلات ونزلاء المؤسسات السجنية.

وأوضح بلاغ للمندوبية أن هذا البرنامج، الذي يأتي انسجاما مع الرؤية الإستراتيجية الرامية إلى تعزيز البعد الانساني والاجتماعي للمؤسسات السجنية، يتضمن تنظيم بطولة إفريقية مصغرة في كرة القدم تجمع بين النزلاء الأفارقة الذين يبلغ عددهم 150 نزيلا، يمثلون 15 جنسية، وذلك يوم الخميس 25 دجنبر الجاري بالسجن المحلي تامسنا، الذي سيحتضن الحفل الافتتاحي والختامي لهذا البرنامج.

وأشار المصدر ذاته إلى أن هذا البرنامج يتضمن أيضا، عرض مباريات كأس إفريقيا للأمم بجميع غرف وفضاءات إيواء النزيلات والنزلاء بمختلف المؤسسات السجنية وذلك عبر شبكة القنوات الناقلة، إلى جانب تنظيم لقاءات تحليلية وتفاعلية مع لاعبين سابقين وصحافيين ومهتمين بالشأن الرياضي مع إشراك جمعيات المجتمع المدني ذات الصلة، وذلك في إطار ورشات وأنشطة موازية.

وأضاف البلاغ أن المؤسسات السجنية ستحتضن كذلك بكل من السجن المحلي الأوداية بمراكش، والسجن المحلي طنجة 2، والسجن المحلي رأس الماء بفاس، ومركز الإصلاح والتهذيب بالدار البيضاء، والسجن المحلي آيت ملول بأكادير، مباريات في كرة القدم بتنسيق مع الأندية المحلية، إضافة إلى جملة من الأنشطة والورشات، وذلك في إطار احتفالي يجسد قيم التعايش والروح الرياضية والانتماء الإفريقي المشترك.

وخلص البلاغ إلى أن المندوبية العامة تؤكد، من خلال هذه المبادرة، “التزامها الراسخ بإشراك نزيلات ونزلاء المؤسسات السجنية ضمن الدينامية الوطنية والقارية، وتمكينهم من الانخراط الإيجابي في مختلف التظاهرات والمحطات الوطنية والقارية بما يخدم أهداف التأهيل وإعادة الإدماج وبما يكرس انفتاح المؤسسة السجنية على محيطها الخارجي”.

يشكل متحف كرة القدم المغربية ملاذا لذاكرة الرياضة الوطنية، حيث يبدو كل ركن فيه يروي ملاحم الكرة المغربية في أبهى تجلياتها.

ويقع هذا الفضاء المصمم بعناية في قلب مركب محمد السادس في المعمورة بسلا ، ليحفظ إحساسا خالدا في الزمن، حيث تتحول كرة القدم إلى لغة. فكل ذكرى معروضة تحكي قصة حلم جماعي، وتستحضر حماس الملاعب وأملا يتجدد عبر الأجيال.

ومن خلال التجوال في قاعاته، تحت إضاءة خافتة، يسبر “الزائر-المسافر” غور الحقب التاريخية المختلفة، محمولا بإرث ثمين خلفه الرواد الأوائل.

فمن أسطورة أحمد فرس وهو يرفع كأس إفريقيا للأمم سنة 1976، مرورا بملحمة مكسيكو 1986، وصولا إلى أبرز التتويجات التي حققتها مختلف المنتخبات والأندية الوطنية، يسطع بريق كرة القدم المغربية كنجمة لا تخبو.

من قمصان تاريخية ، وكرات من زمن مضى، وصور خالدة مرورا بمقالات صحفية اصفرت بفعل الدهر، تتحول كل هذه القطع إلى شهود صامتة على ملحمة وطنية ذات أبعاد عميقة.

كل هذه القطع، على بساطتها الظاهرية، تختزل قوة اللحظة، وكل المعارك التي خيضت فوق المستطيل الأخضر، وجمال الانتصارات التي انتزعت بعرق وجهد.

كما يعرض المتحف مشاهد حية وغامرة، حيث يتحاور الماضي مع الحاضر، فالصور المتحركة، وأصوات الجماهير، والروايات المصاغة بأسلوب مشهدي، تسحر الزائر وتدعوه لاستشعار فرحة هدف مسجل، أو صمت الهزيمة الثقيل. وتمنح هذه الحداثة التاريخ صوتا جديدا، يجعله أكثر قربا وفهما.

وهكذا، يقدم متحف كرة القدم المغربية نفسه ككتاب مصور من الحركات، والهتافات، والأحلام. فهو لا يحتفي بالرياضة في بعدها الترفيهي فحسب، بل يكرم هوية، وشغفا مشتركا، وإرثا ينقل من جيل إلى آخر.

وفي هذا السياق، أكد محافظ متحف كرة القدم، زيد وكريم، أن متحف كرة القدم المغربية يتجاوز كونه مجرد فضاء للعرض.

وقال “إنه فضاء لذاكرة حية، حيث وراء كل كأس، وكل قميص، وكل صورة حكاية من حكايات التاريخ المغربي التليد “.

وأضاف السيد واكريم أن الزائر، وهو يتجول بين القاعات،يدرك بوضوح المسار الطويل الذي قطعته كرة القدم المغربية، من أولى الإنجازات إلى أحدث النجاحات، ضمن سينوغرافيا حديثة تبرز مشاعر الاعتزاز والفخر الجماعي.

من جهته، أوضح عبد الرحيم بورقية، أستاذ سوسيولوجيا الرياضة والإعلام والرياضة بمعهد علوم الرياضة بجامعة الحسن الأول بسطات، أن كرة القدم المغربية تؤكد، من خلال هذا المتحف، إرادتها في نقل إرثها إلى الأجيال الصاعدة.

وقال إن “المسار المقترح يتيح فهم المراحل الكبرى لتطور كرة القدم الوطنية، الشخصيات البارزة التي صنعت تاريخها، واللحظات المؤسسة التي وحدت المغاربة حول أسود الأطلس، في روح من الاستمرارية والتوارث”.

وعند مغادرة هذا الفضاء الفريد، يحمل الزائر معه صدى كرة قدم تتجاوز حدود اللعبة، لتغدو شعرا وذاكرة وروحا للمغرب.

جرى يوم الأحد 21 دجنبر بأكادير إطلاق البرنامج الثقافي‑الرياضي “كان ياما CAN” وذلك بمناسبة احتضان المغرب لنهائيات كأس أمم إفريقيا. وتهدف هذه المبادرة، المنظمة من طرف المديرية الجهوية للشباب بجهة سوس ماسة، إلى تنشيط دور الشباب وإضفاء دينامية جديدة على الفضاءات الموجهة للشباب، وجعلها منصات مفتوحة للتفاعل، الإبداع، والانخراط الإيجابي في هذا الحدث القاري البارز.

ويأتي هذا البرنامج في سياق رؤية تروم تعزيز أدوار الشباب ثقافيا ورياضيا، وترسيخ قيم المواطنة والانتماء الوطني، مع إبراز البعد الإفريقي للمغرب، من خلال أنشطة متنوعة تجمع بين الرياضة، الفنون، والتربية الثقافية.

و في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد المدير الجهوي للشباب والرياضة بجهة سوس ماسة، هشام زلواش، أن برنامج “كان ياما CAN ” يتضمن تنظيم دوريات رياضية في كرة القدم، إلى جانب بطولات في الألعاب الإلكترونية، استجابة لاهتمامات الشباب ومواكبة للتحولات الرقمية.

كما يشمل ورشات فنية في الرسم، الكولاج، والخط، تستلهم القيم الرياضية والرموز الإفريقية، في أفق ربط الفن بالهوية الرياضية والثقافية.

و يفتح البرنامج المجال أمام الطاقات الإبداعية من خلال تنظيم مسابقات في الغناء والشعر الزجلي (الملحون)، تشجيعا للمواهب الشابة على التعبير الفني ودعم المنتخب الوطني بروح إبداعية ووطنية.

وإلى جانب ذلك، تنظم عروض تثقيفية وتربوية تسلط الضوء على تجارب البلدان الإفريقية المشاركة في كأس أمم إفريقيا، مرفوقة بجلسات نقاش لتبادل الأفكار والتجارب.

وفي السياق ذاته، تم العمل على تهيئة فضاءات داخل دور الشباب لاحتضان بث المباريات وتنظيم فقرات موسيقية وألعاب جماعية، بما يعزز روح التفاعل الجماعي ويجعل من هذه الفضاءات نقاط جذب للشباب خلال فترة التظاهرة القارية.

ويسعى البرنامج كذلك إلى إحياء “جدار ال CAN” كفضاء فني يعكس الوحدة الإفريقية وقيم التعايش، إلى جانب إطلاق أنشطة رياضية وموازية تمتد لما بعد نهاية كأس أمم إفريقيا، دعما لاستمرارية الدينامية الشبابية وتعزيزا للمشاركة المواطنة.