السبت 13 دجنبر 2025

السبت 13 دجنبر 2025

بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين (شان 2024).. المغرب في المجموعة الأولى إلى جانب كينيا وأنغولا والكونغو الديمقراطية وزامبيا

بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين

 أوقعت قرعة بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين (شان 2024)، التي أجريت مساء اليوم الأربعاء بنيروبي، المنتخب الوطني المغربي في المجموعة الأولى إلى جانب منتخبات كينيا وأنغولا والكونغو الديمقراطية وزامبيا.

وسيخوض المنتخب المغربي، المتوج بنسختي 2018 و2020 المقامتين بالمغرب، دور المجموعات في العاصمة الكينية نيروبي.

من جانبه، جاء المنتخب السنغالي، حامل اللقب، في المجموعة الرابعة مع كل من الكونغو والسودان ونيجيريا.

وبعد انسحاب بعض المنتخبات خلال التصفيات، لا يزال هناك مقعدان متاحان في نهائيات الشان. وسيتم إجراء تصفيات إضافية لتحديد المنتخبين المتؤهلين للنهائيات.

وكان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) قد أعلن، أمس الثلاثاء، تأجيل منافسات شان 2024، التي كان من المقرر تنظيمها في كل من كينيا وتنزانيا وأوغندا خلال الفترة الممتدة من فاتح إلى 28 فبراير المقبل، إلى شهر غشت 2025.

وأوضح الاتحاد، في بيان، أن خبراء (الكاف) في مجال البنيات التحتية أكدوا ضرورة منح مزيد من الوقت لضمان قدرة هذه المنشآت على استقبال التظاهرة في أحسن الظروف، مشيرا إلى أنه سيعلن في وقت لاحق عن الموعد النهائي لإقامة البطولة.

في ما يلي، النتائج الكاملة للقرعة:
المجموعة الأولى: كينيا، المغرب، أنغولا، الكونغو الديمقراطية، زامبيا
المجموعة الثانية: تنزانيا، مدغشقر، موريتانيا، بوركينا فاسو، جمهورية إفريقيا الوسطى
المجموعة الثالثة: أوغندا، النيجر، غينيا، المتأهل الثاني عن التصفيات الإضافية، المتأهل الأول عن التصفيات الإضافية
المجموعة الرابعة: السنغال، الكونغو، السودان، نيجيريا

ومع: 15 يناير 2025

مقالات ذات صلة

لطالما استأثرت التمائم، عبر مختلف نسخ كأس إفريقيا للأمم ، باهتمام عشاق الساحرة المستديرة في القارة، إذ أضحت مناسبة الكشف عنها موعدا يستأثر بالاهتمام، ومحطة متميزة في تقاليد هذه البطولة القارية المرموقة.

وتجسد التميمة الرسمية لبطولة كأس أمم إفريقيا -2025 “أسد”، التي كشفت عنها الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (الكاف) و اللجنة المحلية لتنظيم كأس إفريقيا للأمم،مؤخرا ،رمزا نابضا بالفخر الإفريقي وشغف كرة القدم.

ورغم أن كأس إفريقيا للأمم تعد ثاني أقدم منافسة قارية في العالم بعد “كوبا أمريكا”، إلا أن أول تميمة في تاريخ البطولة لم تظهر إلا سنة 1992 خلال النسخة التي احتضنتها السنغال.

ولا جدال في أن تمائم كأس أمم إفريقيا تلعب دورا مركزيا في الترويج لكرة القدم بالقارة والاحتفاء بها. فتصاميمها المبدعة، وما تحمله من دلالات ثقافية، تجعل منها عنصرا لامحيد عنه في كل دورة، كما تساهم في تعزيز الروابط بين الجماهير والمنتخبات والدول المشاركة.

وترتكز الهوية البصرية لـ”أسد” على هيئة ليث ودود ويافع، بملامح معبرة وشخصية مفعمة بالحيوية تعكس دفء القارة الإفريقية وطاقتها الإبداعية وتنوعها. كما أن امتزاج ألوانه وشكله العام منسجمان تماما مع هوية كأس إفريقيا للأمم (المغرب )2025، بما يضفي على البطولة صورة عصرية، متناسقة وديناميكية.

و تجسد هذه التميمة ،المستوحاة من “أسد” الأطلس، أحد أبرز الرموز الوطنية في المغرب، والشخصية الموحدة وذات قوة في مختلف أنحاء القارة، معنى القوة والفخر والأصالة الثقافية، وهي قيم عميقة تلامس مشاعر الجماهير في المغرب وإفريقيا بأسرها.

وتعد نسخة كأس الأمم الإفريقية 2025 بأن تكون حدثا زاخرا بالألوان والمشاعر. وستجسد تميمتها الرسمية من دون أدنى شك روح المنافسة.

وبصفته سفيرا للبطولة، يرمز “أسد” إلى الشغف والحماس والطاقة التي تشكل جوهر أعرق مسابقات كرة القدم في القارة. كما سيضطلع بدور محوري في بناء ارتباط عاطفي دائم مع الجمهور، وفي تعبئة مختلف الفئات، لا سيما الأطفال والعائلات، الذين يمثلون قلب ثقافة كرة القدم الإفريقية ومستقبلها.

وستكون التميمة حاضرة في قلب الملاعب، وبمناطق المشجعين، ومختلف الفعاليات المجتمعية، باعتبارها أحد أبرز عناصر التنشيط الجماهيري. كما ستواكب الحملات التسويقية والترويجية، وستضفي ديناميكية على المحتويات الرقمية والتجارب التفاعلية.

وقد تم تصميم “أسد” ليكون تميمة للبطولة الحالية وملهما لمستقبل كرة القدم الإفريقية. إذ سيواصل الظهور في برامج القاعدة والتطوير الشباني التابعة لـ”الكاف”، ومبادرات كرة القدم في المدارس والمجتمعات، إضافة إلى محتويات رقمية مستقبلية.

أبرز الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “الكاف” أن كأس الأمم الإفريقية 2025 بمثابة دعوة لاستكشاف ست مدن مغربية نابضة بالحياة.

وكتب “الكاف”، على موقعه الإلكتروني الرسمي، أن “المغرب يستعد لاستقبال إفريقيا بمناسبة كأس أمم إفريقيا (2025) لكن هنا، لا تتوقف الاحتفالات عند صافرة النهاية. فما وراء الملاعب الحديثة، يكشف البلد بأسره عن نفسه، مملكة غنية بتقاليد تمتد لآلاف السنين، مدن نابضة بالحياة، ومناظر طبيعية خلابة”.

وتابع أن المشجعين سيعيشون مع 52 مباراة موزعة على 6 مدن مستضيفة “أكثر من مجرد منافسة. سيجوبون التاريخ والثقافة وروح المغرب”، خلال الفترة الممتدة من 21 دجنبر الجاري إلى 18 ينايرالمقبل، على إيقاع شهر من كرة القدم والاحتفالات.

واعتبر “الكاف” أنه في هذه المدن تعد كأس أمم إفريقيا (المغرب 2025) بأن “ت عاش بقدر ما في المدرجات كما في الشوارع”، مسلطا الضوء على تاريخ هاته المدن ومؤهلاتها السياحية والثقافية وغيرها.

ففي الرباط، يشير المصدر، ينظر المغرب إلى المستقبل وإلى الماضي في آن واحد، فالعاصمة تتميز بأناقة هادئة، تتجلى في الهدوء والثقافة والذاكرة. أما الدار البيضاء – نبض المغرب الحديث – يضيف “الكاف”، فإنها مدينة لا تنام أبدا، فهي القلب الاقتصادي للبلاد، والتي تتقدم بسرعة، مدفوعة بطاقتها وطموحها.

وأضاف أنه “بالمدينة الحمراء مراكش ستلتقي كرة القدم بالسحر، وكل شيء يبدأ في ساحة جامع الفنا، المسرح المفتوح حيث يحيي الحكاؤون والموسيقيون وفنانو الشوارع، الليل”، في حين أن “مدينة فاس – روح المغرب – لا ت زار بل ت عاش. في مدينتها القديمة، إحدى أوسع المناطق المخصصة للمشاة في العالم، يبدو الزمن متوقفا. المدارس العتيقة، ورش الحرفيين، المساجد العريقة: كل خطوة تحكي قصة”.

ولفت المصدر ذاته إلى أنه “بين الأطلسي والمتوسط، تنظر طنجة إلى قارتين. مدينة مرور، لقاءات وأسرار، لطالما أسرت الفنانين والمسافرين”، بينما تدعو أكادير إلى التروي، فعلى الساحل الأطلسي، المدينة مرادف للشواطئ الذهبية، والضوء الدائم، والاسترخاء المطلق.

وخلص إلى أن المغرب يعد من هدوء الرباط، إلى حيوية مراكش، بأكثر من مجرد كأس أمم إفريقيا، مبرزا أنه ” عندما تجتمع إفريقيا في المغرب خلال هذه المنافسة لن ت كتب أجمل القصص فقط على المستطيل الأخضر، بل ستولد أيضا في الأزقة، في الساحات، أمام المحيط أو عند سفح الجبال. شهر من كرة القدم، وتجربة لا ت نسى”.

على بعد أيام قليلة من إنطلاق نهائيات كأس إفريقيا للأمم (المغرب 2025)، تستعد المدن المستضيفة بالمملكة لما هو أبعد من الرهان الرياضي، حيث تحولت كرة القدم إلى رافعة اقتصادية قوية قادرة على إطلاق دينامية استهلاكية تنعش قطاعات الفنادق والمطاعم والصناعة التقليدية والنقل والخدمات.

وإذا كان “كان 2025” واجهة قارية، فإنه يمثل، قبل كل شيء، بالنسبة للمجالات الترابية التي تستضيف فعالياته ، فرصة غير مسبوقة لإنتاج قيمة مضافة على المستوى المحلي وتحويل أثر الحدث إلى عوائد مستدامة.

وتعد التدفقات المنتظرة (مشجعون أفارقة ودوليون، صحافيون، رعاة، هيئات رياضية، فرق تقنية…) محركا اقتصاديا فوريا.

وتراهن التقديرات الأولية على تحقيق عائدات إضافية تناهز 12 مليار درهم، بفضل توقعات باستقبال حوالي مليون زائر فوق التراب الوطني. وتعكس هذه التوقعات إمكانات توليد القيمة داخل النسيج الاقتصادي الوطني.

في هذا الصدد أكد الخبير الاقتصادي إدريس العيساوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه من المرتقب أن يسجل قطاعا الفندقة والمطعمة ارتفاعا ملموسا في نسب الملء وفي متوسط الإنفاق لكل زائر.

وقال في هذا السياق إن “الاستثمار المستدام في تجديد وتعزيز الطاقة الإيوائية يضمن قدرة المغرب على تلبية طلب مرتفع كما ونوعا”.

كما سجل السيد العيساوي أن النقل الداخلي سيستفيد من نشاط متزايد بفعل ارتفاع وتيرة التنقل بين المدن.

ويحظى هذا الزخم بدعم استثمارات كبرى في شبكة السكة الحديدية، فضلا عن تحديث الطاقات الاستيعابية للمطارات والموانئ.

وفي معرض تطرقه للبنى التحتية، ذكر الخبير الاقتصادي بأن السلطات أطلقت، بالموازاة مع أوراش الملاعب، أكثر من 120 مشروعا مكملا للتأهيل الحضري في المدن المحتضنة، بهدف تحسين التنقل وتأهيل محيط الملاعب. وتشكل هذه التحسينات اللوجستية مؤثرا خارجيا إيجابيا على المدى البعيد.

ضرورة هيكلة المقاولات الصغرى والمتوسطة المحلية وخلق فرص الشغل

ويظهر تأثير كأس إفريقيا للأمم 2025 من خلال أثر اجتماعي مباشر وملموس، خاصة في ما يتعلق بمجال التشغيل.

وبالإضافة إلى فرص الشغل المؤقتة، يشكل هذا الحدث رافعة لإحداث فرص شغل دائمة داخل سلاسل إنتاج مهيكلة، حيث توجد المقاولات الصغرى والمتوسطة في صلب هذه الدينامية.

كما أوضح العيساوي أن التدفق الكبير للزوار يولد طلبا متسارعا ليس فقط في مجالي الإيواء والمطعمة، ولكن أيضا في خدمات موازية أساسية.

وشدد الخبير الاقتصادي على شروط النجاح بالنسبة لهذه المقاولات، معتبرا أن نجاح المقاولات الصغرى والمتوسطة يمر عبر إدماجها الفعال والمنظم في سلسلة قيمة هذا الحدث.

وأوصى في هذا السياق بضرورة الارتقاء بجودة الخدمات، وتسريع وتيرة الانتقال الرقمي، لاسيما عبر حلول الأداء الإلكتروني وتحسين منصات الحجز عبر الإنترنت، فضلا عن ضمان تكوين معزز للعاملين في ما يتعلق ببروتوكولات استقبال الزبناء وإتقان اللغات الأجنبية.

ويكمن الرهان الاستراتيجي الحقيقي في القدرة على تحويل هذا التدفق الاقتصادي المؤقت إلى ولاء دائم بعد الحدث.

من جهة أخرى، حذر الخبير الاقتصادي من أي ممارسات للمضاربة في الأسعار قد تضر بالجاذبية السياحية للمملكة على المدى الطويل.

ولتعظيم الانعكاسات الاقتصادية لكأس أمم إفريقيا 2025، تعمل المؤسسات العمومية، ولاسيما الوكالة الوطنية للنهوض بالمقاولات الصغرى والمتوسطة “مغرب المقاولات”، على تنزيل آليات دعم مهيكلة.

ويمثل برنامج “استثمار مقاولة صغرى أو متوسطة”، الذي أطلقته هذه الوكالة، آلية محورية لدعم الاستثمار المنتج.

ويوفر هذا البرنامج منحة مالية مهمة قد تصل إلى 20 في المائة من المبلغ الإجمالي للاستثمار بالنسبة للمقاولات الصغرى والمتوسطة (بحد أقصى يبلغ 10 ملايين درهم)، و30 في المائة بالنسبة للمقاولات الصغيرة جدا.

أما برنامج ” GO سياحة ” الذي تشرف عليه كل من وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني و”مغرب المقاولات”، فيستجيب للاحتياجات الخاصة بقطاع السياحة.

وبفضل غلاف مالي يبلغ 720 مليون درهم، يهدف البرنامج إلى تعزيز تنافسية أكثر من 1700 مقاولة سياحية في أفق سنة 2026.

كان 2025: فرصة مواتية لإشعاع الصناعة التقليدية المغربية

تشكل كأس إفريقيا للأمم “كان 2025” فرصة غير مسبوقة لقطاع الصناعة التقليدية الوطنية وتجارة القرب لعرض منتجاته أمام زبناء دوليين متنوعين.

وفي هذا السياق، أوصى السيد العيساوي باعتماد مقاربة استباقية تهدف إلى مضاعفة نقاط الاتصال مع الزوار، موضحا أن ذلك يمر، على وجه الخصوص، عبر تنظيم معارض موضوعاتية في مناطق المشجعين ومراكز الاستقبال، وإدماج نقاط البيع الحرفية ضمن المسارات السياحية الرسمية، بالإضافة إلى التثمين الفعال لعلامة “صنع في المغرب” كضمان للأصالة والجودة.

وفي ما يتعلق بالتأثير على المدى الطويل، تعتبر كأس أمم إفريقيا 2025 ناقلا قويا من شأنه المساهمة بشكل كبير في عصرنة هيكلية.

وستمكن الاستثمارات المنجزة من تعزيز جاذبية المغرب بشكل مستدام، باعتباره قطبا اقتصاديا وسياحيا إقليميا مرجعيا.

ويرافق هذا الإرث المادي بعد غير مادي أساسي، وهو تعزيز الرؤية الدولية والسمعة المؤسسية للمغرب.”

ويعد إبراز الاستقرار السياسي وقدرة المملكة على التنظيم مزايا رئيسية لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.

وفي المجمل ،تبشر كأس إفريقيا للأمم ( المغرب 2025 ) بأن تكون رافعة حاسمة للتنمية الاقتصادية المتكاملة للمدن المستضيفة ولدعم صعود المقاولات المتوسطة والصغرى المحلية. فهذا الحدث ليس مجرد موعد رياضي، بل يجسد وعدا بنمو اقتصادي مستدام وبمزيد من الإشعاع العالمي.

 

مع اقتراب موعد إنطلاق كأس إفريقيا للأمم، يعيش المغرب على إيقاع دينامية تتجاوز البعد الرياضي الصرف، ما يجعل هذا الحدث رافعة هيكلية للاستثمارات، والبنيات التحتية، والجاذبية الترابية.
ففي مختلف مدن المملكة، تتسارع الأوراش، وتتجدد التجهيزات، وتتقوى شبكات الربط الطرقية والسككية والجوية، ما يعكس تعبئة وطنية تتوخى إنجاح هذا الموعد القاري، وتحسين التنافسية الاقتصادية، وتعزيز التنمية الترابية المتوازنة والدائمة. ولا تقتصر تحضيرات هذا العرس الكروي الإفريقي على تأهيل المنشآت الرياضية، بل تندرج ضمن رؤية تنموية منسجمة، حيث يوجه كل استثمار نحو تعزيز الربط، والمرونة، وجاذبية المملكة. ومن خلال دمج المتطلبات البيئية واللوجستية والاجتماعية، يجعل المغرب من هذه المنافسة القارية قاطرة للتأهيل المستدام والنجاعة الاقتصادية. في هذا السياق ،أكد علاء مراني، رئيس المرصد المغربي والإفريقي للاقتصاد الرياضي، والمستشار في اقتصاد الرياضة واستراتيجيات المنظمات الرياضية، أن الاستراتيجية التي اعتمدها المغرب تتميز بطابع استباقي وهيكلي في آن واحد. وأبرز السيد مراني، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الاستراتيجية لا تهدف فقط إلى الاستجابة للمتطلبات الفورية لـ “كان 2025″، بل تندرج ضمن منظور بعيد المدى، يتطلع نحو كأس العالم 2030، الذي تشكل كأس إفريقيا “أول اختبار حقيقي له”.
أوراش مهيكلة بين التحديث والاستدامة بالنسبة لمعظم الملاعب، فقد وقع الخيار الاستراتيجي على تأهيل تدريجي يهم في مرحلة أولى مطابقة معايير “الكاف” لضمان تنظيم أمثل للمسابقة، تليها مرحلة ثانية ما بعد “الكان” تستهدف معايير “الفيفا”، لاسيما بالنسبة لملاعب مراكش وفاس وأكادير.
وبالموازاة مع ذلك، تجسد المشاريع الرياضية الجديدة بالرباط ( ملعب الأمير مولاي عبد الله، والملعب الأولمبي، وملعب المدينة وملعب مولاي الحسن)،جيلا جديدا من البنيات التحتية الرياضية المتقدمة. فهذه المنشآت تتبنى مفاهيم حديثة تتعلق بتجربة المشجعين و”الترفيه الرياضي”، بما ينسجم مع المعايير الدولية لصناعة المنتوج الرياض. في هذا الصدد ، أوضح مراني أن هذه الأوراش لا تقتصر على مجرد تأهيل تقني، بل تعكس استثمارا استراتيجيا في الجاذبية الترابية والاستدامة، يمهد لولوج المغرب “نادي الدول الكبرى القادرة على تحويل حدث رياضي إلى رافعة للتنمية الحضرية والاقتصادية والاجتماعية”.
اقتصاد رياضي في طور التشكل
وشدد مراني على أن هذه الدينامية تندرج تماما في إطار الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي جعل من الرياضة رافعة للتماسك الاجتماعي، والدبلوماسية الموازية، والتأثير الدولي. فالمغرب لم يعد يتعامل مع المجال الرياضي كترفيه، بل يرى فيه ركيزة من ركائز اقتصاد المعرفة، و تأهيل الشباب، وتطوير المجال الترابي. ومن خلال الأوراش المرتبطة بكأس أمم إفريقيا، يضع المغرب لبنات صناعة رياضية مستدامة تروم تنشيط منظومة متكاملة تشمل التكوين، والحكامة، والبحث، والابتكار والبنيات التحتية. وسجل السيد مراني أن “نسخة 2025 ستكون استثنائية في تاريخ هذه المنافسة القارية”، بفضل تسعة ملاعب موزعة على ست مدن مضيفة، في صيغة غير مسبوقة ستكون مرجعا قاريا للمسابقات الإفريقية المستقبلية”. وعلى مستوى القارة، يؤكد الخبير الاقتصادي أن المغرب “يفرض نفسه كنموذج للاحتراف الرياضي” بفضل استثماراته المدروسة، وشراكاته الفعالة بين القطاعين العام والخاص، وتطويره للرأسمال البشري. ويعمل كأس إفريقيا للأمم ،بحسب المتحدث ذاته ، كمسرع لاقتصاد الرياضة، ومولد للنمو وفرص الشغل والجاذبية، معززا بالتالي مكانة المملكة كقطب رياضي قاري.
نحو إرث ما بعد “الكان”: بنيات تحتية للنقل مهندسة للمستقبل
يواكب تنظيم هذه التظاهرة الرياضية الكبرى أوراش واسعة لتحديث الطرق والمطارات وخطوط السكك الحديدية في المدن المضيفة. وفي أفق “كان 2025” ومونديال 2030، أطلق المغرب ورشا ضخما للبنية التحتية يروم تعزيز الربط الوطني ومواكبة ازدهار مدنه المضيفة. ويتعبأ لهذا البرنامج عدة فاعلين مؤسساتيين، من بينهم وزارة التجهيز والماء، والمكتب الوطني للسكك الحديدية، والمكتب الوطني للمطارات، ويشمل إعادة تأهيل المحاور الطرقية السيارة الرابطة بين المدن الكبرى، وتوسيع العديد من المحطات الجوية، وكذا تحديث الخطوط السككية وأنظمة النقل الحضري. ويرى الخبير المغربي أن هذه السياسة تندرج ضمن “رؤية طويلة الأمد، حيث تتجاوز الاستثمارات منطق الحدث لتؤسس لإرث اقتصادي وسياحي واجتماعي دائم”. ويستفيد المغرب، المعترف به كوجهة سياحية كبرى، من هذه المنافسة القارية لتعزيز ربطه وسلاسة التنقل بين جهاته. والهدف واضح، تحويل كل مشجع قادم من أجل 90 دقيقة من المباراة إلى سفير دائم لوجهة المغرب. وكشف السيد مراني، استنادا إلى بيانات حديثة للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، أن ما يقارب 95 جنسية اقتنت تذاكر لحضور المنافسات منذ انطلاق عمليات البيع، بينها أكثر من 140 ألف مشجع من أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا وأوقيانوسيا، حيث يجسد هذا التنوع البعد العالمي للحدث وقدرة المغرب على جذب جمهور دولي. كما أوضح أن الأثر لا يقف عند حدود البعد السياحي، بل إن هذه الدينامية سيكون لها أثر مباشر على جودة حياة المواطنين عبر فك العزلة عن المجالات الترابية، وتحسين التنقل، وتسهيل الولوج إلى الخدمات، وتعزيز التماسك الترابي. وأشار إلى أن هذه البنيات التحتية ستحول المدن المضيفة، على المدى البعيد، إلى أقطاب اقتصادية وثقافية حيوية، قادرة على احتضان المؤتمرات والشركات والأحداث الرياضية أو الفنية الكبرى. وبالموازاة مع ذلك، دعا السيد مراني إلى توخي الحذر بخصوص العائدات الفورية، موضحا أن الآثار الاقتصادية المباشرة غالبا ما تكون متواضعة، لكنها تتكشف مع مرور الوقت عندما تكون الاستثمارات مدروسة وفق رؤية مستدامة. وتعد نسخة 2025 من أمم إفريقيا بحسبه ، نقطة انطلاق استراتيجية للتحضير لكأس العالم 2030، مما يتيح اختبار وتعديل الآليات اللوجستية والتنظيمية.
فعلى المدى القصير،يضيف الخبير المغربي ، ستدعم مرحلة التحضير سوق الشغل في قطاعات البناء والأشغال العمومية، واللوجستيك، والأمن والخدمات. أما على المديين المتوسط والبعيد، فستظهر الفوائد من حيث تحسين التنقل، والجاذبية الترابية والاستثمار.
وقال مراني إن “الرهان ليس هو المردودية الفورية للكان بل إن قيمتها كإرث هو أن تخدم كل بنية تحتية وكل خبرة مكتسبة رؤية المغرب 2030 وهيكلة اقتصاد رياضي مستدام”. الشراكات بين القطاعين العام والخاص: ركيزة الاستدامة
تشكل الشراكات بين القطاعين العام والخاص رافعة مركزية في استراتيجية المغرب لتمويل وصيانة البنيات التحتية المرتبطة بـ”الكان”. فهي تضمن الاستدامة الاقتصادية للتجهيزات وتفادي الأخطاء التي وقعت فيها دول مضيفة أخرى. وأوضح السيد مراني أن هذا النموذج يرتكز على مزيج من الاستثمارات العمومية والخاصة والمؤسساتية، حيث تقوم الدولة بتحديث البنيات التحتية الرياضية والنقل، بينما يساهم القطاع الخاص في المشاريع الموازية كالفندقة، والابتكار، واللوجستيك والخدمات. ويضطلع كل من صندوق الإيداع والتدبير والشركة الوطنية لإنجاز وتدبير المنشآت الرياضية (سونارجيس) بدور حاسم في هذه الهندسة، بشراكة مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وبدعم من البنك الإفريقي للتنمية. ويهدف هذا الإطار إلى ضمان استدامة مالية وتشغيلية طويلة الأمد. كما يعتبرمراني أن الشراكات بين القطاعين العام والخاص “لا تقتصر على كونها أداة تمويل، بل تجسد منطقا جديدا للحكامة والإرث، يتماشى مع الاستدامة والنجاعة”. حكامة واضحة وارتقاء بالكفاءات إن أحد الروافع لضمان استغلال البنيات التحتية بعد هذا العرس الكروي الإفريقي هو حكامة هذه البنيات. وشدد السيد مراني بأن “الاستدامة تعتمد قبل كل شيء على نموذج تدبيري واضح وموحد”. وفي هذا السياق، دعا إلى هندسة منسجمة، تنسق أدوار مختلف الأطراف المعنية، ولاسيما “سونارجيس”، وشركات التنمية المحلية لتدبير المنشآت الرياضية، والجماعات الترابية، حول منطق الأداء والانفتاح على النسيج الاقتصادي المحلي. ويشكل تنويع الاستعمالات رافعة أساسية أخرى، حيث أكد مراني أنه “لم يعد مقبولا أن يكون الملعب فضاء جامدا”. ففي عصر الترفيه الرياضي، يجب أن تصبح هذه الملاعب فضاءات متعددة الوظائف، قادرة على استضافة حفلات ومهرجانات ومعارض أو أحداث ثقافية. كما يؤكد الخبير أن الاستثمار في الرأسمال البشري ركن أساسي للاستدامة، فالجيل الجديد من التدبير الرياضي يتطلب مهارات في التسيير، والتسويق، والضيافة، والابتكار، والبيانات، وتجربة الجمهور. وأضاف “التحدي لا يكمن في صيانة الملاعب فحسب، بل في خلق جيل جديد من مسيري المنشآت القادرين على مواكبة صناعة الرياضة المغربية في زمن الترفيه الرياضي والابتكار”. ويجسد هذا الموعد الكروي الإفريقي، الذي يقترب بخطى ثابتة، انطلاقة عهد جديد لمغرب يجعل من الرياضة محركا للتميز، والاندماج، والتأثير على المستويين القاري والعالمي.

نظم المكتب الإقليمي لشركة الخطوط الملكية المغربية بالقاهرة، مساء أمس الأربعاء، حفلا تحت شعار “لنعش شغف كرة القدم”، وذلك بمناسبة احتضان المملكة للنسخة الـ35 لكأس الأمم الإفريقية.
وقد شكل هذا الحفل، الذي حضره شخصيات تنتمي لآفاق مختلفة وممثلي عدد من شركات السياحة والسفر المصرية، إبراز الدور الذي تلعبه الشركة باعتبارها الناقل الرسمي لهذه التظاهرة الرياضية.
كما تم تسليط الضوء على جهود الناقل الجوي الوطني الرامية إلى تعزيز حضوره بالسوق المصري وتقريب خدماتها من الجماهير الرياضية والمسافرين بين البلدين.
وشهد هذا الحدث تقديم عرض حول الخدمات التي تقدمها شركة الخطوط الملكية المغربية الجديدة والتحسينات المعتمدة لمواكبة دينامية السفر المتزايدة، وأساسا مع التزامن مع الفعاليات الرياضية القارية.
وفي كلمة بالمناسبة، قال المدير الإقليمي للخطوط الملكية المغربية بمصر، مصطفى سطاشي، إن هذا الاحتفال يتزامن مع خطط الشركة الطموحة للتوسع دوليا، مسلطا الضوء على الخصوص على توجه الشركة في ما يخص تطوير الأسطول وفتح خطوط جديدة.
كما أشار إلى البرنامج والعروض الترويجية الموجهة للمشجعين، والتي تهدف إلى تسهيل تنقلهم نحو المدن المغربية المستضيفة للمنافسات، مبرزا أهمية محطة القاهرة ضمن شبكة الخطوط التي تغطيها الخطوط الملكية المغربية.
وأبرز السيد سطاشي التزام الخطوط الملكية المغربية بمواصلة تطوير شبكتها وتعزيز جودة خدماتها، وكذا دعم الروابط الجوية بين المغرب ومصر، وكذا بين مصر وباقي جهات العالم.
وتميز هذا الحفل، الذي حضره حسن بنبراهيم رئيس قسم المبيعات للمغرب العربي والشرق الأوسط وآسيا بشركة الخطوط الملكية المغربية، تكريم عدد من وكلاء السفر المميزين والأكثر مبيعا لتذاكر الشركة بالسوق المصرية.
ويعكس هذا التكريم تقدير الشركة لدور شركائها التجاريين في تعزيز حضورها وتوسيع قاعدة زبنائها، كما يبرز في الآن ذاته أهمية التعاون الاستراتيجي في تنشيط الحركة السياحية وتحسين الأداء التجاري للناقلة الوطنية على المستويين الإقليمي والدولي.

مع اقتراب موعد بطولة كأس إفريقيا للأمم 2025، التي ستقام بالمغرب في الفترة من 21 دجنبر الجاري إلى 18 يناير المقبل، بدأت نتائج التصفيات ترسم بالفعل معالم هذه المنافسة القارية الهامة.

فقد شكلت مرحلة التصفيات تأكيدا للعديد من التوقعات، لكنها حملت أيضا معها العديد من المفاجآت: حيث عادت بعض المنتخبات للظهور بعد سنوات من الغياب، وأكدت منتخبات أخرى مستواها التصاعدي، فيما فشلت بعض المنتخبات البارزة في الالتحاق بركب المتأهلين.

وتعد هذه القائمة النهائية، المتنوعة والمتغيرة، بأن تكون هذه النسخة مفتوحة، حيث يمكن أن تقلب الموازين منذ الجولة الأولى.

ومن أبرز ما ميز هذه التصفيات هو عودة العديد من المنتخبات التي كان ي عتقد أنها أصبحت خارج دائرة الكبار بشكل دائم، من قبيل منتخب بوتسوانا. فبعد اثني عشر عاما من مشاركتها الوحيدة، عاد هذا المنتخب إلى المشاركة في كأس الأمم الإفريقية الحالية بعد مشوار قوي، تميز بانتصارات مهمة على منافسين أكثر خبرة وتجربة.

نفس الشيء ينطبق عل منتخب أوغندا، حيث بعد غياب عن النسختين السابقتين، تأهل منتخب “الكراكي” إلى الدور النهائي بفضل تنظيم دفاعي أكثر صلابة وعودة الاستقرار التقني ، وهما عنصران كانا قد اختفيا تدريجيا في السنوات الأخيرة.

كما تحتفل زيمبابوي أيضا بعودتها إلى المنافسات، بعد غيابها لأسباب خارجة عن المجال الرياضي خلال كأس الأمم الإفريقية 2023. وقد نجح منتخب زيمبابوي في إعادة بناء صفوفه لاستعادة قدرته التنافسية قاريا.

وينطبق الأمر ذاته على السودان، الذي ي جسد، من جهته، إحدى أكثر القصص المؤثرة خلال هذه النسخة من البطولة القارية. ففي خضم الحرب الأهلية التي تعرفها البلاد، جمع تماسيح النيل الطاقة والانسجام اللازمين لبلوغ النهائيات، حيث خاضوا جميع مبارياتهم، حتى التي يستقبلون فيها، بعيدا عن أرضهم.

وإلى جانب المنتخبات العائدة إلى المنافسة، يعتبر منتخب البنين، الغائب منذ مشاركته الأخيرة في ربع نهائي 2019، ومنتخب جزر القمر، “الحصان الأسود” من الفرق المرشحة للفوز بهذه البطولة القارية. ويجمع بين المنتخبين عدة قواسم مشتركة، تتوزع بين تشكيلة متواضعة، تنظيم محكم، وقدرة على رفع مستوى الأداء خلال المواعيد الكبرى.

ففي الوقت الذي يشهد على عودة غير متوقعة للعديد من المنتخبات، فإن قائمة الغائبين تكشف بدورها عن تغيير مهم في موازين القوى، حيث لم تتمكن عدة منتخبات، اعتادت المشاركة في المواعيد القارية الكبرى، من حجز مقعد لها في النهائيات، بدءا من المنتخب الغاني، الذي شكل إقصاؤه نهاية عشرين عاما من المشاركة المتواصلة.

وباعتباره أحد ركائز كرة القدم الأفريقية، مع عشر مشاركات متتالية وأربعة ألقاب قارية، يعيش المنتخب الغاني وضعا غير مسبوق على الرغم من تأهله لكأس العالم 2026، إلا أنه سيغيب عن كأس الأمم الإفريقية المقبلة.

والوضع ليس أفضل بالنسبة لغينيا، التي كانت قد تأهلت لثلاث مرات متتالية وبلغت ربع النهائي في النسخة الأخيرة. فقد تبددت آمال منتخبها أمام تنزانيا، رغم تحقيقه لثلاث انتصارات متتالية كانت قد أنعشت حظوظه في التأهل إلى النهائيات.

كما انتهت مسيرة موريتانيا عندما أكد التعادل بين بوتسوانا ومصر تأهل منافسيها، رغم فوز ثمين على الرأس الأخضر، المنتخب الذي تأهل لكأس العالم 2026، ولكنه، مثل غانا، لن يشارك في كأس الأمم الأفريقية .

كما فشلت غينيا بيساو في مواصلة سلسلة مشاركاتها الأربع المتتالية، حيث انهزم منتخبها أمام الموزمبيق، ليضيع على نفسه التأهل إلى هذه البطولة القارية التي اعتادوا المشاركة فيها خلال السنوات الأخيرة.

يذكر أن الدينامية المتسارعة التي تشهدها المملكة قبيل احتضان كأس أمم إفريقيا لكرة القدم تعكس قدرتها على حشد الكفاءات والطاقات لتنظيم حدث كروي قاري بمعايير عالية الجودة، حيث يشكل هذا الموعد القاري فرصة استثنائية لإبراز ما يمكن للقارة الإفريقية تحقيقه حين تضع سقفا عاليا من الطموح والالتزام.