الأربعاء 31 دجنبر 2025

الأربعاء 31 دجنبر 2025

كرة القدم.. المغرب، “قوة عظمى ناشئة” (نيويورك تايمز)

فرض المغرب نفسه خلال السنوات

فرض المغرب نفسه خلال السنوات الأخيرة كـ”قوة عظمى ناشئة” في كرة القدم العالمية، وفقا لما كتبته صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير مطول يسلط الضوء على الخطوات الهامة التي اتخذتها المملكة لتطوير بنيتها التحتية، خاصة الرياضية منها، وتحسين اكتشاف المواهب، وتعزيز تكوين لاعبي كرة القدم، إلى جانب تحقيق إنجازات بارزة على غرار الملحمة التاريخية في مونديال 2022.

وأبرزت الصحيفة الأمريكية المرموقة، في مقال بعنوان “كيف يبرز المغرب كقوة عظمى ناشئة في كرة القدم”، أن المملكة أصبحت قطبا رئيسيا لكرة القدم في القارة الإفريقية، وهي مكانة تعززت بالإعلان عن اتفاق إقامة مقر دائم للمكتب الإفريقي لـ”الفيفا” في مراكش.

وسيحتضن المغرب مقر المكتب الإفريقي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بموجب الاتفاق الذي وقعه الأسبوع الماضي بمراكش، كل من السيد عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، والسيد جياني إنفانتينو، رئيس الفيفا، والسيد فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.

وفي ملحقها المتخصص “ذا أتليتيك”، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن المغرب أصبح في عام 2022 أول دولة إفريقية وعربية ترتقي إلى نصف نهائي كأس العالم، مشيرة إلى أن “هذا الإنجاز، الذي حققته إحدى أبرز الفرق غير المرشحة في تاريخ البطولة، والذي أسر القلوب والعقول بعيدا عن حدود القارة، لم يكن مجرد صدفة”.

في الواقع، فالمغرب، الذي سيستضيف كأس العالم 2030 إلى جانب كل من إسبانيا والبرتغال، استثمر بشكل كبير في المنشآت الرياضية، وفقا لتقرير اليومية الذي وقّعه الصحفي ومؤلف العديد من الكتب حول كرة القدم سيمون هيوز، مضيفا أن أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، الواقعة بالقرب من الرباط، والتي تعد “منشأة فائقة الحداثة”، تعتبر “أحد أبرز مشاريع” التنمية الشاملة التي تشهدها كرة القدم المغربية.

وأوضحت اليومية الأمريكية أن هذه الأكاديمية الرائدة تغطي مساحة تقدر بـ 2.5 كيلومتر مربع، وتضم مدرسة، ومركزا طبيا، وأربعة ملاعب، مضيفة أنه في عام 2017، تم بناء خمسة مراكز جهوية أخرى للتكوين في مناطق مختلفة من المملكة.

إضافة إلى ذلك، يضيف المقال، يعتبر ملعب الحسن الثاني الجديد، الذي يجري تشييده حاليا بطاقة استيعابية تصل إلى 115 ألف مقعد، “أكبر ملعب كرة قدم في العالم ورمزا للمكانة الجديدة للبلاد كواحدة من القوى الناشئة في كرة القدم العالمية”، مبرزا أن العديد من المغاربة يأملون في أن يستضيف هذا الملعب نهائي كأس العالم 2030.

وقبل هذا الحدث الكبير، من المرتقب أن يستضيف المغرب خمس نسخ متتالية من كأس العالم لكرة القدم النسائية لأقل من 17 عاما، كل عام اعتبارا من 2025، وفقا للصحيفة التي أشارت إلى أن العاصمة الرباط ستستضيف أيضا في أبريل المقبل القمة العالمية لكرة القدم، وهو تجمع يضم قادة وخبراء كرة القدم العالميين.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن “اكتشاف المواهب تحسّن بشكل كبير في المغرب، كما هو الحال بالنسبة للبنى التحتية التي تُسخر لتطوير المواهب المحلية”، مذكرة بإعلان الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط وشركاء من القطاع الخاص، عن إنشاء صندوق وطني خاص للتكوين في كرة القدم، بهدف تطوير مراكز التكوين وتشجيع المواهب الشابة.

وأضافت الصحيفة أن “الأندية المغربية الكبرى، المدعومة ببنية تحتية عالية الجودة، بدأت تحتل الصدارة في البطولات الإفريقية القارية”، مشيرة إلى أن الوداد البيضاوي فاز بدوري أبطال إفريقيا عامي 2017 و2022، فيما توّج غريمه التقليدي الرجاء البيضاوي بكأس الاتحاد الإفريقي عامي 2018 و2021.

ومع: 23 ديسمبر 2024

مقالات ذات صلة

جرى، أمس الأحد ببرشلونة، تقديم المشروع الرياضي والثقافي “Leoncillos”، المخصص لاكتشاف والترويج للمواهب الكروية الشابة المنحدرة من الجالية المغربية المقيمة بكاتالونيا، وذلك خلال حفل حضرته شخصيات بارزة من عوالم الرياضة والدبلوماسية والإعلام.

ويهدف هذا المشروع، الذي أطلق بشراكة مع القنصلية العامة للمملكة ببرشلونة، إلى رصد ومواكبة لاعبي كرة القدم الشباب من أصول مغربية الناشطين بجهة كاتالونيا، المعروفة بكونها أحد أبرز خزانات كرة القدم على الصعيد الأوروبي.

وفي كلمة بالمناسبة، أبرزت القنصل العام للمملكة ببرشلونة، نزهة الطهار، البعد الاستراتيجي لهذا المشروع، الذي يندرج في صلب الدينامية الوطنية الرامية إلى تثمين كفاءات الجالية المغربية بالخارج، ولاسيما في المجال الرياضي.

وأشارت، في هذا السياق، إلى النجاحات والإشعاع الكروي الذي يحققه عدد من المواهب الشابة من أصول مغربية داخل الأندية الكاتالونية، بما يعكس الإمكانات الكبيرة التي تزخر بها الجالية المغربية بشمال شرق إسبانيا.

كما شددت السيدة الطهار على أهمية توفير إطار منظم لهؤلاء الشباب، يضمن تطورهم الشخصي، واندماجهم الاجتماعي، ومساهمتهم في إشعاع الرياضة الوطنية، انسجاما مع الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في مجال النهوض بالرياضة، خاصة كرة القدم النسوية وتكوين الشباب.

وأكدت، في هذا الصدد، التزام القنصلية العامة للمملكة ببرشلونة بمواكبة ودعم مختلف مراحل تنزيل هذا المشروع.

من جهته، أوضح صاحب مشروع “Leoncillos”، المدير الرياضي الوطني المقيم بكاتالونيا، شرف الدين دينار بلعباس، أن المشروع يروم إرساء إطار للانتقاء الأولي للاعبي كرة القدم المغاربة الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و18 سنة والناشطين بأندية الجهة، مع تعزيز تأطيرهم التقني، بهدف بناء قاعدة صلبة من اللاعبين المستقبليين من النخبة.

وأضاف أن البرنامج، إلى جانب بعده الرياضي، يسعى إلى تثمين البعد الهوياتي، من خلال تعزيز الشعور بالانتماء إلى ثقافة ثلاثية: مغربية وكتالونية وإسبانية.

وبحسب السيد بلعباس، يهدف “Leoncillos” إلى جعل كرة القدم رافعة للإدماج والتماسك الاجتماعي والحوار بين الثقافات، عبر ترسيخ قيم القيادة وروح الفريق والاعتراف بالتنوع باعتبارها ركائز أساسية للاندماج.

من جانبه، وصف الدولي المغربي السابق والحائز على الكرة الذهبية الإفريقية، محمد التيمومي، مشروع “Leoncillos” بالمبادرة النموذجية، القادرة على إغناء كرة القدم الوطنية من خلال استقطاب مواهب جديدة من صفوف الجالية.

كما نوه بهذه المبادرة التي تعزز الروابط بين المغرب وأبنائه المقيمين بالخارج، مذكرا بأن النجاح الرياضي يقوم على الانضباط والمثابرة والتشبث بالقيم الثقافية والرياضية للوطن الأم.

 

أكدت صحيفة “إلموندو” الإسبانية أن المغرب يؤكد مكانته اليوم كقوة كروية لا غنى عنها في أفق مونديال 2030، مدعوما باستراتيجية تحديث عميقة ومتعددة الأبعاد.

وكتبت الصحيفة الإسبانية واسعة الانتشار، اليوم الأربعاء، أن كرة القدم المغربية، مدعومة ببنيات تحتية بمعايير دولية وسياسة تكوين صارمة، تجني اليوم ثمار رؤية طويلة الأمد.

وسجلت اليومية أن هذه الدينامية تتجسد من خلال إنجازات كبرى، من قبيل المسار التاريخي في كأس العالم 2022 بقطر، أو التتويج العالمي للمنتخب الوطني لأقل من 20 سنة.

وبالنسبة لـ “إلموندو”، فإن تحول المشهد الكروي الوطني ليس وليد الصدفة؛ فمنذ قرابة عقدين من الزمن، تنهج المملكة سياسة إرادية للاحتراف في كرة القدم، ت رجمت، حسب الصحيفة، في قدرة متميزة على تعبئة المواهب المنحدرة من الجالية المغربية.

وأوضحت أن العديد من اللاعبين مزدوجي الجنسية الذين يمارسون في أكبر الدوريات الأوروبية، اختاروا الدفاع عن الألوان الوطنية تحت قيادة الناخب الوطني وليد الركراكي، وذلك استجابة لمشروع رياضي مهيكل وخطاب هوياتي جامع.

وأضافت أن هذا المزيج من المواهب، الذي يجمع بين لاعبين تلقوا تكوينهم في المغرب وآخرين متخرجين من مراكز التكوين الإسبانية والفرنسية والهولندية والبلجيكية، مكن أسود الأطلس من فرض أنفسهم على أعلى المستويات الدولية، في مختلف الفئات العمرية.

وبالموازاة مع هذا الانفتاح الدولي، باشر المغرب استثمارات ضخمة في التكوين المحلي، حيث تشكل أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي د شنت سنة 2009، الركيزة الأساسية لهذه الاستراتيجية، تتابع وسيلة الإعلام الإسبانية، مشيرة إلى أنها ت عد مشتلا حقيقيا للمواهب، وتتوفر على منشآت متطورة تستفيد منها جميع المنتخبات الوطنية.

من جهة أخرى، ذكرت الصحيفة بأن المملكة استثمرت أكثر من 1,8 مليار يورو في تحديث بنياتها التحتية الرياضية، في أفق التنظيم المشترك لكأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال.

وأشارت “إلموندو” إلى أن المنتخب الوطني، الذي تأهل لكأس العالم 2026 ، بعد مسار مثالي، أظهر صلابة دفاعية لافتة، حيث لم تستقبل شباكه سوى هدف واحد خلال التصفيات، معتبرة أن النخبة الوطنية تعد من أبرز المرشحين للتتويج بلقب كأس أمم إفريقيا 2025.

قام سفير فرنسا بالمغرب، السيد كريستوف لوكورتيي، والمدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء، السيد فؤاد عارف، بزيارة إلى غرفة التحرير المشتركة التي أحدثتها وكالة المغرب العربي للأنباء ووكالة الأنباء الفرنسية من أجل تغطية كأس أمم إفريقيا-المغرب 2025، التي تحتضنها المملكة إلى غاية 18 يناير المقبل.

وبهذه المناسبة، تابع الدبلوماسي الفرنسي والمدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء شروحات حول كيفية اشتغال غرفة التحرير المشتركة، التي تم إحداثها بوكالة المغرب العربي للأنباء، وتبادلا الحديث مع مسؤوليها حول مختلف جوانب التغطية الإعلامية لهذه المنافسة القارية.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، نوه السيد لوكورتيي بإحداث غرفة التحرير المكلفة بتغطية هذا الحدث الرياضي المكثف وبالغ الأهمية، والذي “تتجه إليه الأنظار من إفريقيا وخارجها، وكل المهتمين بالرياضة خلال الأسابيع المقبلة”.

وأضاف “أنا سعيد للغاية برؤية فريق مؤلف من صحافيين فرنسيين قدموا للعمل هنا إلى جانب زملائهم المغاربة، من أجل إبراز هذا الحدث الكبير بأحدث طريقة ممكنة”.

ووفقا للسفير الفرنسي، فإن هذا المشروع يعد امتدادا لتعاون طويل الأمد بين وكالتي الأنباء اللتين تعملان على تغطية مجالات متنوعة.

من جانبه، أبرز السيد عارف، في تصريح مماثل، أن غرفة التحرير المشتركة التي تضم صحافيين مغاربة وفرنسيين، إضافة إلى مكونين، تشكل المرحلة الثانية من برنامج تكويني انطلق قبل أكثر من شهر، بمشاركة فرق من القسم الرياضي، إلى جانب مصورين وصناع المحتوى الخاص بوسائل التواصل الاجتماعي التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، في دورة تكوينية بباريس.

واعتبر السيد عارف أن “الأمر يتعلق بأحد أوجه التعاون الثنائي الذي من المنتظر أن يتطور ويتسع نطاقه ليشمل قريبا جوانب أخرى في مجال صحافة الوكالة”.

وخلص المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء إلى القول: “نحن جميعا متفائلون بالنتائج وبالاهتمام الذي يوليه الجانبان لهذا التعاون”.

تجدر الإشارة إلى أن وكالة المغرب العربي للأنباء ووكالة الأنباء الفرنسية وقعتا، في أكتوبر الماضي بباريس، اتفاقا للتعاون لإرساء شراكة في مجال الصحافة الرياضية.

ويهدف هذا الاتفاق، الذي وقعه المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء، السيد فؤاد عارف، والرئيس المدير العام لوكالة الأنباء الفرنسية، السيد فابريس فريس، إلى تعزيز تبادل التجارب والابتكار التحريري والتقني، وإنجاز مشاريع مشتركة.

 

أعلنت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، عن تنظيم برنامج “PRIS-AFCON” المواكب لفعاليات احتضان المملكة لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2025، لفائدة نزيلات ونزلاء المؤسسات السجنية.

وأوضح بلاغ للمندوبية أن هذا البرنامج، الذي يأتي انسجاما مع الرؤية الإستراتيجية الرامية إلى تعزيز البعد الانساني والاجتماعي للمؤسسات السجنية، يتضمن تنظيم بطولة إفريقية مصغرة في كرة القدم تجمع بين النزلاء الأفارقة الذين يبلغ عددهم 150 نزيلا، يمثلون 15 جنسية، وذلك يوم الخميس 25 دجنبر الجاري بالسجن المحلي تامسنا، الذي سيحتضن الحفل الافتتاحي والختامي لهذا البرنامج.

وأشار المصدر ذاته إلى أن هذا البرنامج يتضمن أيضا، عرض مباريات كأس إفريقيا للأمم بجميع غرف وفضاءات إيواء النزيلات والنزلاء بمختلف المؤسسات السجنية وذلك عبر شبكة القنوات الناقلة، إلى جانب تنظيم لقاءات تحليلية وتفاعلية مع لاعبين سابقين وصحافيين ومهتمين بالشأن الرياضي مع إشراك جمعيات المجتمع المدني ذات الصلة، وذلك في إطار ورشات وأنشطة موازية.

وأضاف البلاغ أن المؤسسات السجنية ستحتضن كذلك بكل من السجن المحلي الأوداية بمراكش، والسجن المحلي طنجة 2، والسجن المحلي رأس الماء بفاس، ومركز الإصلاح والتهذيب بالدار البيضاء، والسجن المحلي آيت ملول بأكادير، مباريات في كرة القدم بتنسيق مع الأندية المحلية، إضافة إلى جملة من الأنشطة والورشات، وذلك في إطار احتفالي يجسد قيم التعايش والروح الرياضية والانتماء الإفريقي المشترك.

وخلص البلاغ إلى أن المندوبية العامة تؤكد، من خلال هذه المبادرة، “التزامها الراسخ بإشراك نزيلات ونزلاء المؤسسات السجنية ضمن الدينامية الوطنية والقارية، وتمكينهم من الانخراط الإيجابي في مختلف التظاهرات والمحطات الوطنية والقارية بما يخدم أهداف التأهيل وإعادة الإدماج وبما يكرس انفتاح المؤسسة السجنية على محيطها الخارجي”.

يشكل متحف كرة القدم المغربية ملاذا لذاكرة الرياضة الوطنية، حيث يبدو كل ركن فيه يروي ملاحم الكرة المغربية في أبهى تجلياتها.

ويقع هذا الفضاء المصمم بعناية في قلب مركب محمد السادس في المعمورة بسلا ، ليحفظ إحساسا خالدا في الزمن، حيث تتحول كرة القدم إلى لغة. فكل ذكرى معروضة تحكي قصة حلم جماعي، وتستحضر حماس الملاعب وأملا يتجدد عبر الأجيال.

ومن خلال التجوال في قاعاته، تحت إضاءة خافتة، يسبر “الزائر-المسافر” غور الحقب التاريخية المختلفة، محمولا بإرث ثمين خلفه الرواد الأوائل.

فمن أسطورة أحمد فرس وهو يرفع كأس إفريقيا للأمم سنة 1976، مرورا بملحمة مكسيكو 1986، وصولا إلى أبرز التتويجات التي حققتها مختلف المنتخبات والأندية الوطنية، يسطع بريق كرة القدم المغربية كنجمة لا تخبو.

من قمصان تاريخية ، وكرات من زمن مضى، وصور خالدة مرورا بمقالات صحفية اصفرت بفعل الدهر، تتحول كل هذه القطع إلى شهود صامتة على ملحمة وطنية ذات أبعاد عميقة.

كل هذه القطع، على بساطتها الظاهرية، تختزل قوة اللحظة، وكل المعارك التي خيضت فوق المستطيل الأخضر، وجمال الانتصارات التي انتزعت بعرق وجهد.

كما يعرض المتحف مشاهد حية وغامرة، حيث يتحاور الماضي مع الحاضر، فالصور المتحركة، وأصوات الجماهير، والروايات المصاغة بأسلوب مشهدي، تسحر الزائر وتدعوه لاستشعار فرحة هدف مسجل، أو صمت الهزيمة الثقيل. وتمنح هذه الحداثة التاريخ صوتا جديدا، يجعله أكثر قربا وفهما.

وهكذا، يقدم متحف كرة القدم المغربية نفسه ككتاب مصور من الحركات، والهتافات، والأحلام. فهو لا يحتفي بالرياضة في بعدها الترفيهي فحسب، بل يكرم هوية، وشغفا مشتركا، وإرثا ينقل من جيل إلى آخر.

وفي هذا السياق، أكد محافظ متحف كرة القدم، زيد وكريم، أن متحف كرة القدم المغربية يتجاوز كونه مجرد فضاء للعرض.

وقال “إنه فضاء لذاكرة حية، حيث وراء كل كأس، وكل قميص، وكل صورة حكاية من حكايات التاريخ المغربي التليد “.

وأضاف السيد واكريم أن الزائر، وهو يتجول بين القاعات،يدرك بوضوح المسار الطويل الذي قطعته كرة القدم المغربية، من أولى الإنجازات إلى أحدث النجاحات، ضمن سينوغرافيا حديثة تبرز مشاعر الاعتزاز والفخر الجماعي.

من جهته، أوضح عبد الرحيم بورقية، أستاذ سوسيولوجيا الرياضة والإعلام والرياضة بمعهد علوم الرياضة بجامعة الحسن الأول بسطات، أن كرة القدم المغربية تؤكد، من خلال هذا المتحف، إرادتها في نقل إرثها إلى الأجيال الصاعدة.

وقال إن “المسار المقترح يتيح فهم المراحل الكبرى لتطور كرة القدم الوطنية، الشخصيات البارزة التي صنعت تاريخها، واللحظات المؤسسة التي وحدت المغاربة حول أسود الأطلس، في روح من الاستمرارية والتوارث”.

وعند مغادرة هذا الفضاء الفريد، يحمل الزائر معه صدى كرة قدم تتجاوز حدود اللعبة، لتغدو شعرا وذاكرة وروحا للمغرب.

جرى يوم الأحد 21 دجنبر بأكادير إطلاق البرنامج الثقافي‑الرياضي “كان ياما CAN” وذلك بمناسبة احتضان المغرب لنهائيات كأس أمم إفريقيا. وتهدف هذه المبادرة، المنظمة من طرف المديرية الجهوية للشباب بجهة سوس ماسة، إلى تنشيط دور الشباب وإضفاء دينامية جديدة على الفضاءات الموجهة للشباب، وجعلها منصات مفتوحة للتفاعل، الإبداع، والانخراط الإيجابي في هذا الحدث القاري البارز.

ويأتي هذا البرنامج في سياق رؤية تروم تعزيز أدوار الشباب ثقافيا ورياضيا، وترسيخ قيم المواطنة والانتماء الوطني، مع إبراز البعد الإفريقي للمغرب، من خلال أنشطة متنوعة تجمع بين الرياضة، الفنون، والتربية الثقافية.

و في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد المدير الجهوي للشباب والرياضة بجهة سوس ماسة، هشام زلواش، أن برنامج “كان ياما CAN ” يتضمن تنظيم دوريات رياضية في كرة القدم، إلى جانب بطولات في الألعاب الإلكترونية، استجابة لاهتمامات الشباب ومواكبة للتحولات الرقمية.

كما يشمل ورشات فنية في الرسم، الكولاج، والخط، تستلهم القيم الرياضية والرموز الإفريقية، في أفق ربط الفن بالهوية الرياضية والثقافية.

و يفتح البرنامج المجال أمام الطاقات الإبداعية من خلال تنظيم مسابقات في الغناء والشعر الزجلي (الملحون)، تشجيعا للمواهب الشابة على التعبير الفني ودعم المنتخب الوطني بروح إبداعية ووطنية.

وإلى جانب ذلك، تنظم عروض تثقيفية وتربوية تسلط الضوء على تجارب البلدان الإفريقية المشاركة في كأس أمم إفريقيا، مرفوقة بجلسات نقاش لتبادل الأفكار والتجارب.

وفي السياق ذاته، تم العمل على تهيئة فضاءات داخل دور الشباب لاحتضان بث المباريات وتنظيم فقرات موسيقية وألعاب جماعية، بما يعزز روح التفاعل الجماعي ويجعل من هذه الفضاءات نقاط جذب للشباب خلال فترة التظاهرة القارية.

ويسعى البرنامج كذلك إلى إحياء “جدار ال CAN” كفضاء فني يعكس الوحدة الإفريقية وقيم التعايش، إلى جانب إطلاق أنشطة رياضية وموازية تمتد لما بعد نهاية كأس أمم إفريقيا، دعما لاستمرارية الدينامية الشبابية وتعزيزا للمشاركة المواطنة.