السبت 20 دجنبر 2025

السبت 20 دجنبر 2025

كأس أمم افريقيا 2025.. الدار البيضاء، قطب حضري متميز في قلب العرس الكروي القاري

كأس أمم افريقيا 2025.. الدار البيضاء، قطب حضري متميز في قلب العرس الكروي القاري

تستعد مدينة الدار البيضاء، أكبر حواضر المملكة وعاصمتها الاقتصادية، لاحتضان ثماني مباريات ضمن نهائيات كأس أمم إفريقيا (المغرب 2025).

وتبرز المدينة بهوية حضرية تجمع بين الحداثة والدينامية الاقتصادية والشغف العميق بكرة القدم، كأحد الأقطاب الرئيسية لهذه النسخة التاريخية من العرس القاري.

كما تتمتع بإرث رياضي غني، إذ بصمت على حضور مميز خلال نسخة 1988 من كأس أمم إفريقيا التي احتضنها المغرب، حيث كان المركب الرياضي محمد الخامس أحد الملاعب الرئيسية للبطولة واحتضن، على الخصوص، المباراة النهائية.

وبفضل رصيدها الثقافي المتفرد، تحكي الدار البيضاء قصة متعددة الأبعاد، تتقاطع فيها التقاليد المغربية مع الموروث المعماري والطموحات الحديثة.

وتعد الدار البيضاء اليوم قطبا اقتصاديا استراتيجيا، حيث تحتضن بورصة الدار البيضاء ومقار العديد من الشركات والمقاولات الوطنية والدولية، فضلا عن شبكة نقل في طور التوسع المتواصل. هذه الحيوية تجعل من الحاضرة الاقتصادية ملتقى للابتكار والإبداع والانفتاح على العالم.

وفي صلب هذه الدينامية، يبرز المركب الرياضي محمد الخامس، المعلمة الأيقونية لكرة القدم المغربية، الذي جرى افتتاحه رسميا في 6 مارس 1955، وخضع لإعادة تأهيل شاملة استعدادا لكأس أمم إفريقيا 2025. استفادت هذه المنشأة من أشغال كبرى همت تحديث المدرجات والبوابات ومستودعات الملابس ومحيطها الخارجي.

ويندرج هذا الصرح ضمن مركب متكامل يضم قاعة مغطاة متعددة الرياضات، ومركزا للصحافة، ومرافق طبية، وبنيات رياضية تستجيب للمعايير الدولية.

وبالموازاة مع ذلك، تمت برمجة إعادة تأهيل تسعة ملاعب تاريخية بالمدينة، من بينها العربي الزاولي، والأب جيكو، ومولاي رشيد، والعربي بن مبارك، والتيسير، والوداد، والرجاء، والصخور السوداء، والولفة، وذلك في أفق كأس أمم إفريقيا 2025، بميزانية إجمالية تناهز 200 مليون درهم.

وعلاوة على المركب الرياضي محمد الخامس، استفادت الدار البيضاء من برنامج طموح لتحديث بنياتها التحتية. فعلى مستوى التنقل الحضري، تعززت المدينة بشبكة نقل متعددة الوسائط، شملت توسيع الخطين الثالث والرابع للترامواي، ليرتفع الطول الإجمالي للشبكة إلى 98 كيلومترا، أي ثلاثة أضعاف الشبكة الأولى التي انطلقت سنة 2012، إلى جانب تطوير خطي “الباصواي” الرابطين بين الدار البيضاء ودار بوعزة وأولاد عزوز، وتعزيز حافلات النقل الحضري، وتحسين الشبكة الطرقية، فضلا عن الربط السككي السريع الذي يؤمنه القطار فائق السرعة “البراق” انطلاقا من محطة الدار البيضاء – المسافرين. كما يضمن مطار محمد الخامس الدولي، أحد أكبر المطارات بالقارة الإفريقية، ربطا سلسا مع العواصم الإفريقية والعالمية.

وخلال سنة 2025، شهدت الدار البيضاء أيضا تحسينات طرقية مهمة تروم تسهيل حركة السير. فقد عزز الطريق السيار الجديد تيط مليل – برشيد، الممتد على طول 30 كيلومترا، ربط المنطقة، فيما تم توسيع المقطع الرابط بين المحمدية والدار البيضاء من أربع إلى ثماني مسارات في كل اتجاه.

كما خضع الملتقى الطرقي لسيدي معروف لإعادة تهيئة شاملة، حيث أضحى، بثلاثة مستويات، أول ملتقى طرقيا هجينا من هذا النوع بالمغرب، مما ساهم بشكل ملحوظ في تحسين الولوج إلى المدينة.

بدوره، يشكل البعد الثقافي والسياحي للدار البيضاء ميزة كبيرة لزوار كأس أمم إفريقيا، إذ توفر المدينة تجربة غنية ومتنوعة، من خلال معالم ثقافية وفنية كبيرة من قبيل مسجد الحسن الثاني، والمدينة العتيقة، والكورنيش الأطلسي، وحي الأحباس، والمتاحف، والعديد من الفضاءات التراثية .

وهكذا، تقدم الدار البيضاء نفسها كحاضرة جاهزة لاحتضان الحدث، مستندة إلى منظومة رياضية وحضرية وثقافية حديثة، وهوية نابضة، وشغف كروي متجذر.

ومن المرتقب أن تشكل المباريات الثماني التي ستحتضنها المدينة (ست مباريات عن دور المجموعات، ومباراة واحدة عن دور ثمن النهائي، ومباراة الترتيب) مناسبة للاحتفاء بالرياضة، وكرم الضيافة المغربية، وروح مدينة تفرض نفسها كأحد القلوب النابضة لكأس أمم إفريقيا 2025.

ومع: 19 دجنبر 2025

مقالات ذات صلة

على أعتاب نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، تطل مدينة فاس بحلة جديدة بعد أن استكملت برنامجا طموحا للتأهيل الحضري من أجل الارتقاء ببنياتها التحتية إلى مصاف كبريات الحواضر الإفريقية.

وقد أنهت المدينة بالفعل، وهي تستعد لهذا الموعد الكروي القاري، تنفيذ مخطط واسع لإعادة تأهيل شبكاتها الحضرية ومنصاتها اللوجستية.

ويشمل هذا البرنامج تهيئة الطرق والفضاءات الخضراء والمنشآت الرياضية ومنظومة النقل، بما يضمن انسيابية حركة التنقل ويوفر شروط استقبال ملائمة للمنتخبات المشاركة والجماهير المرتقب حضورها لهذا الحدث القاري، الذي تنطلق أطوار منافساته يوم 21 دجنبر الجاري.

ويعتمد التدبير اللوجستي لتدفقات المتفرجين على مخطط خاص للنقل، سيتم تفعيله خلال الفترة الممتدة من 22 دجنبر الجاري إلى 6 يناير المقبل. وتتولى شركة “فاس الجهة للتهيئة”، بصفتها صاحب المشروع، الإشراف على تعبئة أسطول يضم 25 حافلة بسعة 48 مقعدا، و10 حافلات صغيرة بسعة 17 مقعدا، و5 سيارات مخصصة للشخصيات البارزة.

ويخضع هذا الأسطول لمتطلبات تقنية دقيقة، من بينها تزويد المركبات بأنظمة تحديد الموقع (جي بي إس) للتتبع الآني، وتحديد المسافة اليومية القصوى في 250 كلم لكل مركبة، فيما سيتم تأمين عمليات صعود ونزول الركاب من قبل فرق خاصة، في حين يزين المركبات تصميم بصري يغطي نصف هيكلها الخارجي بألوان البطولة.

وبالموازاة مع البرنامج الوطني لتحديث النقل الحضري، الذي يشمل إطلاق أسطول جديد من 154 حافلة استعدادا للبطولة، يستفيد النقل الحضري وشبه الحضري بالمدينة من عملية لتحديث تجهيزاته، تشمل تزويد وتركيب 1200 عمود لمحطات التوقف، منها 650 بالوسط الحضري و550 بالمناطق شبه الحضرية، بكلفة إجمالية تقدر بـ 3,5 ملايين درهم.

ومن أبرز فضاءات التنشيط الموجهة للجمهور، إحداث منطقة للمشجعين (فان زون) وفضاء مفتوح للعرض، استلزم إنجازهما غلافا ماليا يفوق 42 مليون درهم. وشملت أشغال التهيئة إنجاز أرضيات تقنية متنوعة، من بينها 7490 مترا مربعا من الخرسانة المعمارية الملونة، و4500 متر مربع من الخرسانة المزخرفة، إضافة إلى نحو 30 ألف متر مربع من التبليط بالخرسانة المسلحة، فضلا عن منطقة خضراء تمتد على 12150 مترا مربعا.

وشملت الأشغال أيضا تسوية الأراضي، وأعمال البنية التحتية الرئيسية، وتركيب شبكات الصرف الصحي والماء الصالح للشرب، بالإضافة إلى نظام متكامل للإنارة العمومية يضم أعمدة إنارة وكشافات لتأمين المواقع خلال الفترات المسائية.

وعلى مستوى الجمالية الحضرية، خضع وسط المدينة لعملية واسعة لترميم الواجهات، بكلفة فاقت 12 مليون درهم، شملت بنايات سكنية وتجارية، مع الحفاظ على الخصائص المعمارية المميزة مثل الكورنيشات والشرفات. وشملت الأشغال إزالة الطبقات المتضررة، ومعالجة التشققات، وتركيب أغطية جديدة من الرخام أو الغرانيت، وتجديد النجارة، إلى جانب إبراز المباني عبر تجهيزات إنارة بتقنية “ليد” وكشافات مقاومة لتسرب المياه.

أما الجانب البيئي والمناظر الطبيعية، فقد هم تهيئة المحاور الرئيسية للمدينة، من خلال إعادة تأهيل الأرصفة بالخرسانة المطبوعة وغرس أنواع نباتية متنوعة، من بينها التيبوانا والجاكراندا، مدعومة بشبكة سقي أوتوماتيكية متصلة بخزان مائي بسعة 50 مترا مكعبا.

وفي السياق ذاته، استفادت حدائق “للا أمينة” و”أمريكا اللاتينية” من دراسات تقنية ومناظرية ترمي إلى إعادة تهيئتهما بشكل شامل، شملت تجديد المسارات والإنارة الجمالية وتجهيزات الأثاث الحضري.

كما تم تعزيز البنيات الرياضية للقرب والتدريب، عبر إحداث فضاءات رياضية خارجية جديدة تضم ملاعب لكرة القدم بالعشب الاصطناعي على مساحة 5076 مترا مربعا، ومضمارا لألعاب القوى بمساحة 2000 متر مربع بغطاء اصطناعي مقاوم للماء، إلى جانب فضاءات مخصصة لرياضة “الكروس فيت” مجهزة بمحطات تدريب متعددة الاستعمالات. وتم تأمين إنارة هذه المنشآت بواسطة أعمدة من الفولاذ مطلية بالزنك تحمل كشافات “ليد” عالية الأداء.

وعلاوة على ذلك، ستخضع القاعة المغطاة “11 يناير” لأشغال ترميم تقنية شاملة، تشمل العزل المائي، وتحديث الشبكات الكهربائية، وتركيب نظام للمراقبة بالفيديو، مع استبدال أرضيتها بغطاء رياضي من مادة الفينيل، وتجهيزها بمعدات جديدة، من بينها سلال متحركة لكرة السلة.

وتجسد هذه المشاريع مجتمعة حجم الجهود المبذولة لتأهيل مدينة فاس لاحتضان هذا الحدث الرياضي القاري، مع الحرص على أن تترك هذه المجهودات رصيدا حضريا مستداما يعود بالنفع على الساكنة المحلية.

أعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم عن إبرام عدد قياسي من شراكات حقوق البث التلفزيوني في القارة الأوروبية، وذلك في أفق تنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، بما يضمن متابعة واسعة وغير مسبوقة للبطولة من قبل ملايين عشاق كرة القدم.

وأوضح الاتحاد أن هذه الشراكات تغطي أزيد من 30 منطقة أوروبية، ما يعكس تنامي الجاذبية العالمية لكرة القدم الإفريقية وتعزز مكانة كأس أمم إفريقيا كواحدة من أبرز المنافسات الكروية الدولية.

وأشار المصدر ذاته إلى أن هذه الاتفاقيات ستتيح نقل جميع مباريات البطولة مباشرة، بما يضمن وصولا أوسع للجماهير، لاسيما داخل صفوف الجاليات الإفريقية المقيمة بأوروبا، ويعزز إشعاع كرة القدم الإفريقية على الصعيد الدولي.

وأضاف أن توسيع قاعدة البث التلفزيوني يشكل خطوة أساسية ضمن الاستراتيجية الرامية إلى الرفع من قيمة المنافسات الإفريقية، وتكريس حضورها داخل المشهد الإعلامي الرياضي العالمي.

كما أبرز أن هذه الشراكات ستساهم في تعزيز نسب المشاهدة والتفاعل الجماهيري، بالنظر إلى الشعبية المتزايدة لكرة القدم الإفريقية، ووجود عدد من اللاعبين الأفارقة البارزين في مختلف البطولات الأوروبية.

وخلص البلاغ إلى أن هذه الاتفاقيات تم إنجازها في إطار تعاون مؤسساتي يهدف إلى ضمان تغطية إعلامية عالية الجودة لمنافسات كأس أمم إفريقيا 2025، بما يواكب تطلعات الجماهير ويعكس المستوى التنظيمي للبطولة.

ومن المرتقب أن تنطلق نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025 بعد غد الأحد (21 دجنبر 2025)، بمشاركة 24 منتخبا، ستتنافس في 52 مباراة مبرمجة عبر 9 ملاعب.

أعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم عن إبرام عدد قياسي من شراكات حقوق البث التلفزيوني في القارة الأوروبية، وذلك في أفق تنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، بما يضمن متابعة واسعة وغير مسبوقة للبطولة من قبل ملايين عشاق كرة القدم.

وأوضح الاتحاد أن هذه الشراكات تغطي أزيد من 30 منطقة أوروبية، ما يعكس تنامي الجاذبية العالمية لكرة القدم الإفريقية وتعزز مكانة كأس أمم إفريقيا كواحدة من أبرز المنافسات الكروية الدولية.

وأشار المصدر ذاته إلى أن هذه الاتفاقيات ستتيح نقل جميع مباريات البطولة مباشرة، بما يضمن وصولا أوسع للجماهير، لاسيما داخل صفوف الجاليات الإفريقية المقيمة بأوروبا، ويعزز إشعاع كرة القدم الإفريقية على الصعيد الدولي.

وأضاف أن توسيع قاعدة البث التلفزيوني يشكل خطوة أساسية ضمن الاستراتيجية الرامية إلى الرفع من قيمة المنافسات الإفريقية، وتكريس حضورها داخل المشهد الإعلامي الرياضي العالمي.

كما أبرز أن هذه الشراكات ستساهم في تعزيز نسب المشاهدة والتفاعل الجماهيري، بالنظر إلى الشعبية المتزايدة لكرة القدم الإفريقية، ووجود عدد من اللاعبين الأفارقة البارزين في مختلف البطولات الأوروبية.

وخلص البلاغ إلى أن هذه الاتفاقيات تم إنجازها في إطار تعاون مؤسساتي يهدف إلى ضمان تغطية إعلامية عالية الجودة لمنافسات كأس أمم إفريقيا 2025، بما يواكب تطلعات الجماهير ويعكس المستوى التنظيمي للبطولة.

ومن المرتقب أن تنطلق نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025 بعد غد الأحد (21 دجنبر 2025)، بمشاركة 24 منتخبا، ستتنافس في 52 مباراة مبرمجة عبر 9 ملاعب.

ينتظر أن تشكل نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، التي يحتضنها المغرب خلال الفترة الممتدة من 21 دجنبر إلى 18 يناير 2026، دورة تستشرف المستقبل.

وتهدف هذه التظاهرة القارية أن تشكل واجهة تكنولوجية حقيقية، تبرز التطور المعتمد لتحسين التحكيم والتنظيم وإغناء تجربة الجماهير، مع تعزيز إشعاع كرة القدم الإفريقية على الصعيد العالمي.

ويعد التحكيم أحد أبرز محاور هذا التحديث، حيث سيتم اعتماد تقنية حكم الفيديو المساعد (الفار) بشكل منهجي طيلة أطوار المنافسة، عبر تجهيزات خاصة داخل الملاعب، إلى جانب تكوين الحكام على أحدث المستجدات التكنولوجية في هذا المجال.

كما سيتم الاستعانة بأدوات مساعدة متقدمة تتيح اتخاذ قرارات أسرع وأكثر دقة، بما يعزز مبادئ الشفافية والإنصاف الرياضي.

وتجسد الملاعب التسعة المحتضنة لنهائيات كأس أمم إفريقيا المغرب-2025، هذه الطفرة النوعية على المستوى التكنولوجي، إذ صممت كمنشآت ذكية متكاملة، مجهزة بأنظمة متطورة للمراقبة بالفيديو، وشاشات عملاقة عالية الدقة، فضلا عن تعزيز الربط الرقمي لفائدة وسائل الإعلام والجماهير.

ولأول مرة في تاريخ كأس أمم إفريقيا، تم تثبيت كاميرات داخل المدرجات والتي حظيت باهتمام خاص، الرامية توثيق الأجواء الاستثنائية للجماهير الإفريقية، إلى جانب تعزيز شروط السلامة والأمن.

وتوفر هذه التجهيزات رؤية أكثر تفاعلية للمباريات، مع تسهيل تدبير تدفقات الجماهير ومراقبة المدرجات.

وتضطلع التكنولوجيا بدور محوري كذلك في التجربة الرقمية للمشجعين، من خلال اعتماد التذاكر الإلكترونية، والتطبيقات الذكية، لاسيما تطبيق “يالا”، فضلا عن المنصات الرقمية التابعة للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، التي تمكن الجماهير من متابعة المنافسات مباشرة، والاطلاع على محتويات حصرية، والتفاعل مع الحدث قبل المباريات وأثناءها وبعدها.

وتروم هذه الاستراتيجية الرقمية تقريب كأس أمم إفريقيا من جماهيرها داخل القارة الإفريقية وخارجها.

وعلى المستوى السمعي البصري، تسجل نسخة 2025 نقلة نوعية غير مسبوقة، إذ ستبث المنافسات في 54 بلدا إفريقيا و30 دولة أوروبية، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ البطولة، بالاعتماد على كاميرات عالية الدقة.

وتسهم هذه الصور، التي تمزج بين مجريات اللعب وحماس الجماهير، في سرد بصري أكثر دينامية، بما يعزز جاذبية الفرجة الكروية.

كما وظفت التكنولوجيا في خدمة التنظيم العام للتظاهرة، عبر منصات رقمية مخصصة لتدبير الاعتمادات الصحافية، وتنسيق الجوانب اللوجستية للمنتخبات، وتتبع الوفود المشاركة، بما يضمن سلاسة ونجاعة في التنظيم.

ومن خلال هذه الابتكارات، تؤكد كأس أمم إفريقيا المغرب-2025 طموح المملكة والكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم في جعل هذه النسخة مرجعا قاريا، حيث تواكب التكنولوجيا شغف كرة القدم الإفريقية وتضفي عليه مزيدا من التألق في كل لحظة.

تستعد مدينة الدار البيضاء، أكبر حواضر المملكة وعاصمتها الاقتصادية، لاحتضان ثماني مباريات ضمن نهائيات كأس أمم إفريقيا (المغرب 2025).

وتبرز المدينة بهوية حضرية تجمع بين الحداثة والدينامية الاقتصادية والشغف العميق بكرة القدم، كأحد الأقطاب الرئيسية لهذه النسخة التاريخية من العرس القاري.

كما تتمتع بإرث رياضي غني، إذ بصمت على حضور مميز خلال نسخة 1988 من كأس أمم إفريقيا التي احتضنها المغرب، حيث كان المركب الرياضي محمد الخامس أحد الملاعب الرئيسية للبطولة واحتضن، على الخصوص، المباراة النهائية.

وبفضل رصيدها الثقافي المتفرد، تحكي الدار البيضاء قصة متعددة الأبعاد، تتقاطع فيها التقاليد المغربية مع الموروث المعماري والطموحات الحديثة.

وتعد الدار البيضاء اليوم قطبا اقتصاديا استراتيجيا، حيث تحتضن بورصة الدار البيضاء ومقار العديد من الشركات والمقاولات الوطنية والدولية، فضلا عن شبكة نقل في طور التوسع المتواصل. هذه الحيوية تجعل من الحاضرة الاقتصادية ملتقى للابتكار والإبداع والانفتاح على العالم.

وفي صلب هذه الدينامية، يبرز المركب الرياضي محمد الخامس، المعلمة الأيقونية لكرة القدم المغربية، الذي جرى افتتاحه رسميا في 6 مارس 1955، وخضع لإعادة تأهيل شاملة استعدادا لكأس أمم إفريقيا 2025. استفادت هذه المنشأة من أشغال كبرى همت تحديث المدرجات والبوابات ومستودعات الملابس ومحيطها الخارجي.

ويندرج هذا الصرح ضمن مركب متكامل يضم قاعة مغطاة متعددة الرياضات، ومركزا للصحافة، ومرافق طبية، وبنيات رياضية تستجيب للمعايير الدولية.

وبالموازاة مع ذلك، تمت برمجة إعادة تأهيل تسعة ملاعب تاريخية بالمدينة، من بينها العربي الزاولي، والأب جيكو، ومولاي رشيد، والعربي بن مبارك، والتيسير، والوداد، والرجاء، والصخور السوداء، والولفة، وذلك في أفق كأس أمم إفريقيا 2025، بميزانية إجمالية تناهز 200 مليون درهم.

وعلاوة على المركب الرياضي محمد الخامس، استفادت الدار البيضاء من برنامج طموح لتحديث بنياتها التحتية. فعلى مستوى التنقل الحضري، تعززت المدينة بشبكة نقل متعددة الوسائط، شملت توسيع الخطين الثالث والرابع للترامواي، ليرتفع الطول الإجمالي للشبكة إلى 98 كيلومترا، أي ثلاثة أضعاف الشبكة الأولى التي انطلقت سنة 2012، إلى جانب تطوير خطي “الباصواي” الرابطين بين الدار البيضاء ودار بوعزة وأولاد عزوز، وتعزيز حافلات النقل الحضري، وتحسين الشبكة الطرقية، فضلا عن الربط السككي السريع الذي يؤمنه القطار فائق السرعة “البراق” انطلاقا من محطة الدار البيضاء – المسافرين. كما يضمن مطار محمد الخامس الدولي، أحد أكبر المطارات بالقارة الإفريقية، ربطا سلسا مع العواصم الإفريقية والعالمية.

وخلال سنة 2025، شهدت الدار البيضاء أيضا تحسينات طرقية مهمة تروم تسهيل حركة السير. فقد عزز الطريق السيار الجديد تيط مليل – برشيد، الممتد على طول 30 كيلومترا، ربط المنطقة، فيما تم توسيع المقطع الرابط بين المحمدية والدار البيضاء من أربع إلى ثماني مسارات في كل اتجاه.

كما خضع الملتقى الطرقي لسيدي معروف لإعادة تهيئة شاملة، حيث أضحى، بثلاثة مستويات، أول ملتقى طرقيا هجينا من هذا النوع بالمغرب، مما ساهم بشكل ملحوظ في تحسين الولوج إلى المدينة.

بدوره، يشكل البعد الثقافي والسياحي للدار البيضاء ميزة كبيرة لزوار كأس أمم إفريقيا، إذ توفر المدينة تجربة غنية ومتنوعة، من خلال معالم ثقافية وفنية كبيرة من قبيل مسجد الحسن الثاني، والمدينة العتيقة، والكورنيش الأطلسي، وحي الأحباس، والمتاحف، والعديد من الفضاءات التراثية .

وهكذا، تقدم الدار البيضاء نفسها كحاضرة جاهزة لاحتضان الحدث، مستندة إلى منظومة رياضية وحضرية وثقافية حديثة، وهوية نابضة، وشغف كروي متجذر.

ومن المرتقب أن تشكل المباريات الثماني التي ستحتضنها المدينة (ست مباريات عن دور المجموعات، ومباراة واحدة عن دور ثمن النهائي، ومباراة الترتيب) مناسبة للاحتفاء بالرياضة، وكرم الضيافة المغربية، وروح مدينة تفرض نفسها كأحد القلوب النابضة لكأس أمم إفريقيا 2025.

تم، اليوم الخميس بسلا، افتتاح مركز التعاون الشرطي الإفريقي، الذي أحدث كأول مركز من نوعه على مستوى القارة الإفريقية، يعنى بالقيادة والتنسيق وتبادل المعلومات الأمنية المرتبطة بتأمين التظاهرات الرياضية الكبرى، وذلك في إطار الاستعدادات الجارية لاحتضان المملكة المغربية لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2025.

ويأتي إحداث هذا المركز كثمرة لتعاون وطني وثيق بين وزارة الداخلية، ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، والمديرية العامة للأمن الوطني، وقيادة الدرك الملكي، والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إلى جانب تعاون دولي مع المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول) في إطار مشروع “ستاديا” للأمن الرياضي.

ويضم المركز ممثلين عن الأجهزة الأمنية الوطنية، وضباط اتصال يمثلون الأجهزة الأمنية للدول الـ23 المتأهلة لكأس أمم إفريقيا 2025، إلى جانب فرق متنقلة من المراقبين (SPOTTERS) يشتغلون بتنسيق مباشر مع السلطات المغربية لمواكبة جماهير منتخباتهم داخل الملاعب والمدن المستضيفة.

كما يعرف المركز مشاركة ممثلين عن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (CAF)، والاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، إضافة إلى مشاركين من إسبانيا والبرتغال في أفق تنظيم كأس العالم 2030.

وتتمثل المهام الأساسية للمركز في تسهيل التبادل الآني للمعلومات العملياتية، ودعم تقييم المخاطر المرتبطة بالجماهير، وبتنسيق الإجراءات الوقائية والتدخلات الميدانية، وتقديم الدعم والمشورة لقوات الأمن المغربية، مع تعزيز ثقافة أمنية مشتركة قائمة على القيم الرياضية واللعب النظيف.

ويضطلع المركز أيضا بدور محوري في مجال اليقظة المعلوماتية الرقمية، من خلال رصد التهديدات السيبرانية المحتملة، بما في ذلك مخاطر الإرهاب والتطرف والاختراقات المعلوماتية، وذلك بتنسيق مع وحدة الجرائم السيبرانية التابعة للإنتربول، بما يضمن سرعة ونجاعة التدخل وحماية المنشآت الرياضية وكافة المرافق المستقبلة للجماهير.

ويندرج إنشاء هذا المركز في سياق تنزيل التعليمات الملكية السامية الداعية إلى تعزيز التعاون جنوب-جنوب، وتوطيد آليات العمل الأمني المشترك مع الدول الإفريقية الشقيقة.