الخميس 25 دجنبر 2025

الخميس 25 دجنبر 2025

2023 سنة إنجازات كرة القدم المغربية بامتياز

 تميزت سنة 2023، بإنجازات كبيرة في رياضة كرة القدم المغربية، خصوصا فئتي (أقل من 17 سنة وأقل من 23 سنة)، والمنتخب الوطني النسوي ، واعتراف قاري وعالمي لا سيما من خلال اختيار المملكة لتنظيم كأس الأمم الإفريقية 2025 وكأس العالم 2030، في إطار الترشيح المشترك مع إسبانيا والبرتغال.

وهكذا، تأكد خلال هذه السنة التطور الذي تعرفه كرة القدم الوطنية، الذي يعد ثمرة ورش ملكي هيكلي يهدف إلى جعل المملكة قبلة لاحتضان الأحداث والتظاهرات الكبرى والارتقاء بالرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص، لجعلها قاطرة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية بالمغرب.

وتوج هذا المسار الكبير بتسليم جائزة التميز التي منحها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم لسنة 2022 إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في مارس الماضي، بالعاصمة الرواندية، كيغالي ، ما يكرس أهمية المكانة التي يحتلها المغرب في إفريقيا، ولجهود المملكة المغربية في مختلف المجالات، خاصة الرياضة.

وسلطت الجائزة الضوء على الرؤية الملكية التي ترتكز على تطوير البنيات التحتية والتكوين، خاصة من خلال إنشاء أكاديمية محمد السادس لكرة القدم ومركب محمد السادس لكرة القدم، علاوة على بناء وتأهيل الملاعب لتكون في مستوى المنافسات القارية والدولية المنظمة بالمغرب.

وأكسبت هذه الدينامية المملكة المغربية اعترافا دوليا بجهودها الرامية لتطوير كرة القدم، خصوصا على مستوى البنية التحتية وتدبير المنافسات.

وفي هذا الصدد، يأتي اختيار المغرب لتنظيم كأس الأمم الإفريقية 2025، وكأس العالم 2030، إلى جانب إسبانيا والبرتغال، وهما الحدثان اللذان سيمنحان العالم فرصة اكتشاف التقدم، الذي حققه المغرب في مختلف المجالات.

وعملت المملكة على استثمار موقعها الجغرافي الاستراتيجي ورأسمالها البشري، من أجل اندماج اقتصادها بشكل أفضل في محيطه الإقليمي والدولي.

ويعكس اختيار المغرب لاستضافة بطولة أمم إفريقيا 2025، المكانة الكبيرة التي تتمتع بها المملكة على مستوى البنيات التحتية الرياضية والطرقية والفندقية، وهي مؤهلات كانت وراء نجاح العديد من الأحداث التي نظمتها المملكة.

وشكل الترشيح المشترك للمملكة مع إسبانيا والبرتغال لاستضافة كأس العالم 2030، في رسالة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمناسبة تسليم جائزة التميز لسنة 2022 من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، لجلالته، مبادرة ذات بعد استراتيجي، تعد سابقة في تاريخ كرة القدم، ستحمل عنوان الربط بين إفريقيا وأوروبا، وبين شمال البحر الأبيض المتوسط وجنوبه، وبين القارة الإفريقية والعالم العربي والفضاء الأورومتوسطي.

وعلى المستطيل الأخضر، تألقت المنتخبات الوطنية في فئتي الشباب ومنتخب السيدات بأدائهم الرائع في مختلف التظاهرات الكروية.

وهكذا، فاز المنتخب الوطني المغربي لأقل من 23 سنة، لأول مرة في تاريخه، بكأس الأمم الإفريقية، التي نظمت بالمملكة، (24 يونيو إلى 8 يوليوز)، بتغلبه على نظيره المصري حامل اللقب، (2-1 بعد الوقت الإضافي) في الرباط، وهو إنجاز ينضاف إلى النجاحات الأخيرة لكرة القدم الوطنية، التي تواصل تألقها على المستوى القاري والعربي والإفريقي.

وضمن أشبال الأطلس، حضور الكرة المغربية للمرة الثامنة في تاريخها في الألعاب الأولمبية وشرفوا القميص الوطني، بفوزهم بلقب يعكس التطور الملحوظ الذي تعرفه كرة القدم الوطنية.

وسطر المنتخب الوطني، بتحقيق هدفيه (التأهل للألعاب الأولمبية باريس 2024 والتتويج الإفريقي) خلال هذه البطولة، والتي حققت نجاحا على جميع المستويات، صفحة مشرقة جديدة في تاريخ كرة القدم الوطنية.

من جهته، نال المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم النسوية الإعجاب خلال كأس العالم للسيدات 2023، التي نظمت في أستراليا ونيوزيلندا (من 20 يوليوز إلى 20 غشت)، بتأهله إلى دور ثمن نهائي المسابقة.

وحظي المنتخب الوطني لكرة القدم النسوية ، في أول مشاركة له في هذا العرس الكروي العالمي كأول منتخب عربي يشارك في كأس العالم للسيدات، باحترام العالم من خلال تأهله التاريخي للدور الثاني.

وعلى الرغم من الخروج من المنافسة أمام المنتخب الفرنسي، إلا أن لاعبات المنتخب الوطني، تميزن خلال هذه المشاركة بالشجاعة والتنافسية وقوة الشخصية.

وشكلت الريمونتادا التي حققتها اللبؤات في المجموعة الثامنة بعد الهزيمة (6-0) أمام ألمانيا، بطلة العالم مرتين، واحدة من أكثر الأحداث إثارة في كأس العالم، حيث أبرزت للعالم فريقا مغربيا شجاعا قادرا على خوض التحديات.

وفي ما يخص فئة أقل من 17 سنة، شرف المنتخب الوطني الألوان الوطنية بعد تأهله الرائع إلى الدور ربع النهائي لبطولة كأس العالم، التي نظمت في إندونيسيا خلال الفترة الممتدة ما بين الـ 10 من نونبر إلى 2 دجنبر.

وحقق هذا المنتخب إنجازا تاريخيا بمشاركته الثانية في كأس العالم لهذه الفئة. وبعد وصوله إلى دور الـ16 خلال مشاركته الأولى في كأس العالم سنة 2013 بالإمارات العربية المتحدة، بصم على إنجاز جديد بفضل هذا التأهل إلى الدور ربع النهائي في إندونيسيا.

وبعد هذا الإنجاز التاريخي في كأس العالم، واصل أشبال المدرب سعيد شيبا مسارهم الرائع بعد أن صنعوا الحدث خلال كأس الأمم الإفريقية الأخيرة، التي أقيمت في ماي الماضي بالجزائر، بالصعود إلى النهائي.

وفي كرة القدم داخل القاعة، دخل المنتخب الوطني التاريخ بفضل سجله الاستثنائي وفوزه القياسي بلقب كأس العرب لكرة القدم داخل القاعة الثالثة على التوالي، التي نظمت من 6 إلى 16 يونيو، بالمملكة العربية السعودية.

وواصل المنتخب الوطني الصدارة على الساحة العربية بعد أن رفع السقف على منافسيه خلال النسخ الثلاث الأخيرة من مسابقة كأس العرب.

وأصبح أسود الأطلس، بعد التفوق بشكل كبير على المنافسين، الفريق الأكثر تتويجا بالمسابقة منذ النسخة الأولى التي أقيمت سنة 1998، بعد فوزهم باللقب في 2022 ضد العراق (3-0) وفي 2021 على حساب مصر (4-0).

وكتب المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة التاريخ بين 2016 و2023 ، بإنجازات ستبقى خالدة في الذاكرة، أبرزها بطولة الأمم الإفريقية في نسختي 2016 و2020، وكأس العرب ثلاث مرات (2021 و2022 و2023)، وكأس القارات في 2022، فضلا عن بلوغ دور ربع النهائي لكأس العالم، كما احتل منتخب الشبان المرتبة الثانية في كأس العرب 2022.

وتعد هذه الإنجازات ثمرة التأطير التقني والروح التنافسية التي يتمتع بها اللاعبون، الذين أظهروا مستوى بدني وتقني عالي، وحس كبير بالمسؤولية، فضلا عن عزم قوي على تمثيل كرة القدم الوطنية أحسن تمثيل.

و.م.ع

مقالات ذات صلة

تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة في المغرب وإفريقيا ،مساء غد الجمعة نحو ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، الذي سيحتضن قمة كروية ستجمع المنتخب الوطني المغربي بنظيره المالي برسم الجولة الثانية من مباريات المجموعة الأولى لمنافسات كأس إفريقيا للأمم (المغرب 2025)، حيث يطمح “أسود الاطلس” لحجز تذكرة العبور لدور الثمن مبكرا.

وتسعى كتيبة وليد الركراكي ،مدعومة بعاملي الأرض والجمهور ،إلى انتزاع الفوز الثاني تواليا، من أجل حسم بطاقة التأهل مبكرا، وتفادي حسابات الجولة الأخيرة، والسير على درب النتائج الإيجابية بعد أن استهلت المنافسة بفوز هام على جزر القمر (2-0) و اكتفاء منتخب مالي بالتعادل امام زامبيا) 1-1 ) ، وهو ما جعلها تتربع على زعامة المجموعة الأولى و تدخل مباراة الغد في وضعية مريحة نسبيا .

ويدرك الاطار التقني للمنتخب المغربي بقيادة الركراكي أن المواجهة أمام مالي تختلف كليا من حيث الندية والقوة البدنية عن مباراة جزر القمر ، حيث سيعمل على تفادي الهفوات المسجلة في المباراة الافتتاحية خاصة على مستوى خط الهجوم من خلال العمل على تحسين النجاعة الهجومية ، وتعزيز الانسجام بين خطي الوسط والهجوم.

وسيكون على الناخب الوطني مراجعة بعض اختياراته التكتيكية والبشرية ،التي لم تأت أكلها خلال الشوط الأول من المباراة ضد جزر القمر ،و تفادي السيطرة العقيمة على مجريات اللعب ،وفك شفرة التكتل الدفاعي الذي سيلجأ إليه المنتخب المالي كخيار تكتيكي ،مع التفكير في التسجيل مبكرا لتفادي الدخول في الشك ،واستغلال التفاصيل الصغيرة في حسم مباراة تعتبر مفتاح التأهل إلى الدور ثمن النهائي.

في هذا السياق، أكد الركراكي في التصريحات الصحفية التي تلت المواجهة ضد جزر القمر أن ” المباراة ضد منتخب مالي ،الذي يضم لاعبين على مستوى عال جدا، صعبة للغاية” ، مبرزا أنها تشكل ” اختبارا حقيقيا للمجموعة الوطنية ولمنتخب المالي أيضا”.

في الجهة المقابلة ،يدخل “نسور مالي” اللقاء بشعار “لا للهزيمة ” بعد اكتفائهم في الجولة الأولى بتعادل مخيب أمام نظيره الزامبي أربك حساباتهم ،و سيعملون على تفادي أي تعثر جديد والإبقاء على حظوظهم في التأهل إلى الدور الثاني عند منازلة منتخب جزر القمر في الجولة الأخيرة من دور المجموعات .

و ينتظر أن ينهج منتخب مالي المعروف بتنظيمه الدفاعي ،و سرعة مهاجميه ،الذين يمارسون في أرقى الدوريات الأوربية ، أسلوب المرتدات السريعة، واستثمار القوة البدنية في الاحتكاكات ،واستغلال الكرات الثابتة في مباغتة دفاعات “أسود الاطلس “.

و بالعودة الى تاريخ المواجهات بين المنتخبين المغربي ونظيره المالي يلاحظ تفوق واضح لـ”أسود الأطلس”، سواء في المباريات الرسمية أو الودية. فمن أصل 23 مباراة، حقق المنتخب المغربي 10 انتصارات مقابل 7 للمنتخب المالي، بينما انتهت 6 مباريات بنتيجة التعادل. وسجل المنتخب المغربي 33 هدفا، في حين سجل منتخب مالي 21 هدفا، ما يعكس أفضلية تاريخية واضحة لصالح المنتخب المغربي .

ومن أبرز المحطات التي لا ت نسى في تاريخ المواجهات، مباراة نصف نهائي كأس أمم إفريقيا 2004 بتونس، التي انتهت بفوز المنتخب المغربي بأربعة أهداف دون رد، في واحدة من أقوى العروض المغربية في المنافسات القارية. كما تبرز مواجهتا تصفيات كأس العالم 2018، حيث فاز المنتخب المغربي في الرباط بنتيجة عريضة ( 6-0) ، وتعادل سلبا في باماكو، مؤكدا تفوقه في المباريات الرسمية الحاسمة.

و الواقع ،أن مباراة المنتخب المغربي ضد نظيره المالي ليست مجرد مواجهة عابرة في دور المجموعات، بل اختبار حقيقي لطموحات “أسود الأطلس” في التتويج باللقب القاري على أرضهم ،فالفوز يعني تأهلا مبكرا ورسالة قوية لبقية المنافسين، بينما يعتبر أي تعثر قد يعيد الحسابات إلى نقطة الصفر.

استأثرت المباراة الافتتاحية لكأس إفريقيا للأمم (كان 2025)، التي جرت أمس الأحد بالرباط، وانتهت بفوز مستحق للمغرب، البلد المضيف، على نظيره القمري، باهتمام الصحافة البريطانية الصادرة اليوم الاثنين.

وأجمعت وسائل الإعلام البريطانية على الإشادة بنجاح أسود الأطلس، مسجلة أن بداية البطولة تميزت بهيمنة مغربية واضحة، مع الإشارة إلى التحديات التي لا تزال تنتظر النخبة الوطنية.

وفي هذا الصدد، كتبت القناة العمومية البريطانية (بي بي سي) أن المغرب استهل مشوار البحث عن لقبه القاري الثاني بفوز ثمين، مكن أسود الأطلس من تمديد سلسلتهم القياسية من الانتصارات المتتالية إلى 19 انتصارا، وهو رقم قياسي عالمي.

ومع ذلك، أكدت القناة البريطانية أن تحديات أكثر صعوبة تنتظر رجال وليد الركراكي، بدءا بمواجهة منتخب مالي يوم الجمعة المقبل.

وذكرت (بي بي سي) بأن “المغرب يعد، منذ كأس العالم 2022، المنتخب الإفريقي الأفضل تصنيفا”، مشيرة إلى أن الأداء الرياضي لأسود الأطلس يندرج في إطار طموح وطني تدعمه استثمارات مهمة في الملاعب والبنيات التحتية الكروية، تماشيا مع رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وحسب المصدر ذاته، فإن المغرب يكرس اليوم مكانته المركزية في المشهد الكروي العالمي، حتى وإن ظل الرهان الفوري قاريا بالأساس.

من جهتها، وصفت صحيفة (ذا إندبندنت) المباراة أمام جزر القمر بأنها كانت تحت السيطرة الكاملة لأسود الأطلس.

وكتبت الصحيفة: “منذ الدقائق الأولى بالرباط، احتكر المغرب الكرة، لكنه واجه دفاعا قمريا منضبطا وصلبا”.

وبعد هدف الافتتاح الذي وقعه إبراهيم دياز، توقفت “ذا إندبندنت” عند “المقصية الرائعة” لأيوب الكعبي، التي حسمت النقاط الثلاث في الدقيقة 74، مانحة المغرب “انطلاقة مثالية” في العرس القاري.

من جانبها، كتبت صحيفة “ديلي ميل” أن هذا الفوز يمثل الانتصار الـ19 تواليا للمغرب، مما يعزز رقما قياسيا عالميا بدأ في مارس 2024، معتبرة في الوقت ذاته أن بقية المشوار ستكون أكثر صعوبة.

وأضافت الصحيفة أن المغرب سيكون عليه مواجهة مالي وزامبيا في المجموعة الأولى، بهدف الظفر بأول لقب قاري له منذ قرابة نصف قرن.

وخلصت الصحافة البريطانية، التي تعتبر المغرب المرشح الأبرز، إلى أن هذه البداية لا تعدو كونها خطوة أولى في بطولة حيث الانتظارات هائلة، وحيث يتعين في كل مباراة تأكيد الطموحات المعلنة من طرف المغرب.

ليس هناك أجمل من تحقيق نتيجة الفوز في المباراة الافتتاحية لتظاهرة قارية عريقة على غرار كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم، ولاسيما حينما يؤثثها هدف رائع، بمقصية بديعة حملت توقيع قلب هجوم “أسود الأطلس”، أيوب الكعبي، الذي يملك وحده سر تنفيذها بهذه البراعة.

ففي الدقيقة 74 من عمر المباراة الافتتاحية لكأس إفريقيا للأمم (المغرب – 2025) التي جمعت، مساء أمس الأحد، على أرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، بين المنتخبين المغربي ونظيره لجزر القمر، انبرى الكعبي لتمريرة متقنة من زميله أنس صلاح الدين، ليسكنها بمقصية بديعة في شباك الفريق الخصم، ليضاعف بذلك الغلة التهديفية لـ “أسود الأطلس” (2- 0).

وبهذه النتيجة، التي أدخلت فرحة عارمة على الجماهير التي حجت بكثافة لمتابعة المباراة، اعتلى “أسود الأطلس” صدارة المجموعة الأولى.

ولا يكتفي الكعبي بهز شباك الخصوم بطريقة عادية، بقدر ما يضفي عليها لمسته الخاصة، من خلال مقصيات متقنة، كيف لا وهو الذي بصم على العديد من الأهداف بهذه الطريقة في مختلف محطات مشواره الكروي.

فمن خلال طريقة تعامله مع الكرات الهوائية، أو تسديدها وهو في وضعيات صعبة أو من زاوية شبه مستحيلة، يبقى لاعب نهضة بركان السابق متعطشا لبلوغ شباك الخصوم في أول فرصة تتاح له، مع الحرص على التهديف بأناقة، ولكن بجرأة كبيرة في الوقت نفسه. فعند كل عملية تحليق يبدو الكعبي وكأنه “يوقف الزمن” ليفاجئ دفاعات الخصوم، ويحول اللحظة إلى عرض فني يسحر الألباب، يمزج بين القوة والدقة.

كما أن روعة هذه الحركات لا تقتصر على جانبها الجمالي، بقدر ما تنم عن ما يتمتع به اللاعب من ذكاء وكذا عن حس كبير في التموضع بشكل جيد في رقعة الميدان.

هذا العرض الكروي جاء مباشرة بعد حفل افتتاح من الطراز العالمي، عكس الغنى والتنوع الثقافي لإفريقيا، وقدمه ببراعة الثلاثي أنجيليك كيدجو و”لارتيست” وجيلان.

أما الأغنية الرسمية، التي أميط اللثام عنها خلال حفل افتتاح كأس إفريقيا للأمم 2025، فقد شكلت لحظة قوية قبل إعطاء صافرة الانطلاقة للمباراة الافتتاحية.

مالي ومصر يدخلان غمار البطولة

يدخل منتخب مالي، المنافس المباشر للمنتخب المغربي على صدارة المجموعة الأولى، اليوم غمار البطولة، لكن يتعين عليه أن يتوخى الحيطة والحذر وهو يواجه نظيره الزامبي، الذي لن يكتفي بلعب دور ثانوي. أما المنتخب المصري فسيواجه منتخب زيمبابوي بأكادير لحساب المجموعة الثانية وعين زملاء محمد صلاح على تحقيق بداية جيدة في رحلة البحث عن لقب مفقود.

أمطار غزيرة لم تعكر صفو الاحتفالية الكروية

على الرغم من أن اليوم الافتتاحي لكأس إفريقيا للأمم (المغرب – 2025) شهد هطول أمطار غزيرة، التي وإن لم تكن مفاجئة فإنها لم تعكر صفو هذه الاحتفالية الكروية أو تطفئ حماس الجماهير، ولاسيما المغربية منها، التي أسعدها كثيرا الانتصار الذي حققه “أسود الأطلس”.

حافظ المنتخب الوطني المغربي على المركز الـ 11 في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للرجال لشهر دجنبر الجاري الصادر، اليوم الاثنين.

ولا يبتعد المنتخب الوطني، الذي يمتلك 1716,34 نقطة، سوى بـ 0,54 نقطة عن المركز الـ 10 بعد 27 سنة من الغياب (أبريل 1998). ويتواجد أسود الأطلس خلف كرواتيا التي تحتل المركز الـ 10 برصيد 1716,88 نقطة.

وبفضل خمسة انتصارات وتعادل واحد حققها المنتخب المغربي الرديف، المتوج بكأس العرب فيفا قبل أيام قليلة في قطر، حسن المغرب رصيده بمقدار 3,22 نقطة مقارنة بتصنيف شهر نونبر.

ويأتي تصنيف “الفيفا” للرجال لشهر دجنبر 2025، وهو الأخير لهذا العام، بعد إجراء 42 مباراة، على الخصوص ضمن منافسات كأس العرب، علما أنه لم يؤخذ في الاعتبار فوز أسود الأطلس على جزر القمر، أمس الأحد، في المباراة الافتتاحية لكأس أمم إفريقيا – المغرب 2025 بالرباط.

وفي ما يتعلق بترتيب الـ 10 الأوائل، فقد تمكنت إسبانيا من إنهاء العام في المركز الأول بعدما تخطت خلال تصفيات كأس العالم لشهر شتنبر الماضي الأرجنتين، التي تحتل المركز الثاني، بينما حافظت فرنسا على المرتبة الثالثة، متبوعة بكل من إنجلترا (4) والبرازيل (5) والبرتغال (6) وهولندا (7) وبلجيكا (8) وألمانيا ( 9)، التي حافظت على مراكزها ضمن العشرة الأوائل.

ولم تطرأ تغييرات على ترتيب المراكز الـ 33، إذ تمكنت فقط ثلاث منتخبات من الارتقاء في جدول الترتيب؛ وهي الأردن، (المركز 64 / + 2)، بعد الوصول إلى نهائي كأس العرب فيفا 2025 أمام المغرب، وفيتنام (المركز 107 / + 3) وسنغافورة (المركز 148 / + 3).

وتألق منتخب كوسوفو (المركز الـ 80) بنيله 89.02 نقطة، وهو رصيد لم يحققه أي منتخب آخر، وذلك بعد حصده سبعة انتصارات مقابل تعادلين في المباريات العشر، التي خاضها خلال هذا العام، ليكون المنتخب الذي حقق أكبر صعود (19 مركزا) خلال الأشهر الـ 12 الماضية.

وشهد عام 2025 أيضا تألق منتخبات أخرى، أبرزها النرويج (29، دون تغيير)، التي حصدت 68.70 نقطة، وسورينام (123، دون تغيير)، التي ارتقت 15 مرتبة منذ نسخة دجنبر 2024، بينما صعد 12 منتخبا آخر من 10 إلى 14 مرتبة.

وفي نهاية سنة 2025، يظل توزيع الاتحادات القارية في الخمسين الأوائل متطابقا تقريبا مع نهاية 2024، حيث تضم قائمة الـ 50 الأوائل 26 منتخبا من أوروبا و7 من أمريكا الجنوبية (-1) و7 من إفريقيا، مقابل 5 من اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (+1) وخمسة من آسيا.

كتبت يومية “آس” الرياضية الإسبانية، اليوم الاثنين، أن أداء إبراهيم دياز أمام منتخب جزر القمر، مساء أمس الأحد بالمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، كرس بروز قائد جديد لجيل واعد، قادر على حمل طموحات المنتخب الوطني نحو آفاق جديدة.

وأكدت الصحيفة الإسبانية أن لاعب ريال مدريد، الذي شغل مركز وسط ميدان هجومي، قدم عرضا رفيع المستوى، جسد بشكل كامل مدى موهبته ومساهمته الحاسمة في خدمة المنتخب الوطني، مشيرة إلى أن دياز تولى بكل براعة دور “صانع الألعاب” في غياب بعض الركائز، من بينها أشرف حكيمي.

وتابع المصدر ذاته أن الدولي المغربي فرض بصمته منذ انطلاق اللقاء، حيث شكل ذكاؤه التكتيكي ورؤيته للملعب وقدرته على خلخلة الدفاعات، الركائز الأساسية للتنشيط الهجومي المغربي في مواجهة تكتل دفاعي لخصم متماسك ومنضبط.

وسجلت “آس” أن إلهامه الفردي هو الذي فك شفرة المباراة، من خلال تسديدة مركزة افتتح بها باب التسجيل، بعدما كان قد تسبب في ركلة جزاء ووقع على العديد من المحاولات الخطيرة.

وبعيدا عن لغة الأرقام، أبرزت صحيفة “آس” الالتزام التام للاعب رقم 10، مشيدة بنكران الذات وروح القيادة التي تحلى بها في خدمة المجموعة. وهو تأثير يتجاوز الجانب التقني الصرف، ليفرض نفسه كمحرك لمجموع الفريق.

وخلصت اليومية الإسبانية إلى أن إبراهيم دياز، الذي يرسخ مكانته كمحفز لآمال شعب بأكمله، يبدو اليوم مستعدا لمهمة واضحة: قيادة أسود الأطلس نحو استعادة العرش القاري. فأداءه يثبت أنه ليس مجرد تعزيز “مرموق” للفريق، بل هو روح تشكيلة عازمة على كتابة اسمها في التاريخ.

عاشت مدينتا كلميم وطانطان، مساء الأحد، على وقع أجواء احتفالية حماسية بمناسبة فوز المنتخب المغربي على جزر القمر، في المباراة الافتتاحية لكأس أمم إفريقيا لكرة القدم (المغرب 2025).

وتحولت منطقتا المشجعين (فان زون)، المحدثتين بكل من ساحة القسم بكلميم، وساحة بئر إنزران بطانطان، إلى فضائين ينبضان بالفخر والاعتزاز، إذ تم تجهيزهما بشاشتين عملاقتين لمتابعة مباريات هذه البطولة القارية.

وقبل إعطاء الانطلاقة لهذه المباراة الافتتاحية، بدأت جموع المشجعين من مختلف الأعمار تتوافد على هاتين الساحتين، بكثرة، رفقة أسرهم وأصدقائهم، لمتابعة هذا اللقاء، رغم برودة الطقس، وهم يرتدون القمصان الوطنية ويرفعون الأعلام المغربية، ومرددين أهازيج وشعارات مشجعة للمنتخب الوطني، وذلك في أجواء يسودها الود وتقاسم المتعة بين الجمهور.

بدورها، عرفت مختلف المقاهي بالمدينتين، حركة دؤوبة بعدما استعد أربابها خصيصا لهذا الحدث القاري عبر توفير فضاءات مجهزة مكنت الجمهور من متابعة المباراة في أجواء من الحماس الجماعي.

ومع إطلاق صافرة نهاية المباراة التي أعلنت فوز أسود الأطلس، تعالت هتافات الفرح وابتهاجات جماهير كلميم وطانطان، احتفالا بأولى ثلاث نقاط في مشوار “الكان”، حيث شهدت الشوارع الرئيسية بالمدينيتن، حركة استثنائية اتسمت بالاحتفال المنظم والتعبير العفوي عن الاعتزاز بما قدمه “أسود الأطلس” في مستهل مشوارهم في هذا العرس الكروي.

وفي تصريحات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء، أكد عدد من المشجعين أن هذه الأجواء الحماسية سواء قبل انطلاق المباراة الافتتاحية أو بعدها، تعكس الروح الرياضية العالية التي تميز الجمهور المغربي، مؤكدين على مواصلة هذا المسار المتميز للمنتخب الوطني وتحقيق المزيد من النتائج الإيجابية خلال أطوار هذه التظاهرة للظفر باللقب.